القاهرة - علي البلهاسي:
يعقد مكتب منظمة العمل الدولية في القاهرة وشمال إفريقيا مؤتمراً اليوم الثلاثاء في شرم الشيخ لمناقشه التداعيات التي تمر بها أسواق العمل العربية وتراجع معدلات توفير الوظائف، ويشهد المؤتمر مشاركة عربية ودولية، ويشارك في فعالياته وزراء العمل في عدد من دول المنطقة منهم كمال أبو عيطة وزير القوى العاملة المصري وأحمد لقمان المدير العام لمنظمة العمل العربية، بجانب العديد من خبراء التشغيل.
وقال الدكتور يوسف القريوتي مدير مكتب منظمة العمل الدولية إن أسواق العمل العربية تأثرت بشكل مباشر بعد ثورات الربيع العربي، وخاصة الدول التي شهدت تغييرات سياسية في هذه المرحلة على وجه الخصوص وهي مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا. وأضاف أن حدوث ارتفاع معدلات البطالة في هذه الدول جاء كنتيجة مباشرة لتأثر الاقتصاد وعمليات الإنتاج في هذه الدول، مما أدى إلى أن كثيرًا من المؤسسات الإنتاجية إما أغلقت أبوابها أو تأثرت بشكل سلبي، كاشفًا عن أن القطاع السياحي في مصر وتونس يواجه مصاعب حقيقية بفعل الضغوط الأمنية وعدم الاستقرار بهما، في حين أنه توقف كلية في سوريا وهذا القطاع يشغل ما نسبته نحو 15% من الأيدي العاملة.
وأشار إلى أن الفترة الماضية شهدت تراجعًا فى أعداد العمالة المصرية فى دول الخليج العربي نظرًا لتغيير مفاهيم التشغيل وسعي بعض الدول لاستقدام عمالة رخيصة لا تكلفها كثيرًا، حيث كانت العمالة المصرية منذ أعوام قليلة تحتل المرتبة الأولى في سوق العمل الخليجية لكن سرعان ما تغير ذلك نتيجة توطين بعض الوظائف بإحلال أبناء البلد محل العامل الأجنبي أو الاستعانة بالعامل المؤهل لشغل الوظيفة أيًا كانت جنسيته. وطالب القريوتي بتفعيل تطبيق الاتفاقيات لتنقل الأيدي العاملة من الدول العربية بما سيسهم بشكل كبير في فتح أسواق الدول المستقبلة للعمالة أمام العمالة المهاجرة من الدول العربية.
وأضاف أن هناك منحنى ارتفاع في نسبة البطالة في معظم الدول العربية وخاصة في أوساط الشباب من سن 15-30 سنة، ولا سيما الداخلين الجدد إلى سوق العمل؛ حيث إن معدلات النمو الاقتصادي في معظم بلدان المنطقة باستثناء الدول النفطية تميل إلى الانخفاض؛ فهناك أزمة اقتصادية ومالية عالمية منذ عام 2008 ألقت بظلالها على المنطقة العربية، إضافة إلى أن التحولات السياسية في المنطقة تضيف عاملاً آخر يؤثر بشكل مباشر على التنمية والاستثمار الخارجي مما يعني معدلات نمو أقل وفرص عمل أقل.