صدر قبل ثلاثة أيام قرار ملكي كريم بتعيين الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله السند مديراً للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بالمرتبة الممتازة. وليس هذا التعيين الكريم إلا استمراراً للإفادة من قدرات أبناء جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في رفد قطاعات الدولة التعليمية والإدارية بنخب متميزة، تسهم في حركة النهضة المباركة التي تعيشها المملكة في المجالات كافة.
ويذكرنا هذا التعيين بإضافات سابقة رائعة لمرافق الدولة بالقدرات والكفاءات المميزة؛ فمعالي مدير جامعة الإمام الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الله أباالخيل هو أحد المتخرجين في هذه الجامعة العريقة، وممن قدم لها عصارة جهده أستاذاً ثم عميداً لشؤون الطلاب بفرع الجامعة بالقصيم فمشرفاً عليه فوكيلاً للجامعة ثم مديراً لها من عام 1428هـ إلى الآن.
ومعالي مدير جامعة الإمام سابع سبعة يديرون جامعات سعودية وغير سعودية مختلفة التخصصات والاهتمامات العلمية، أنجبتهم جامعة الإمام، هم: الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله السند مدير الجامعة الإسلامية، الأستاذ الدكتور إسماعيل بن محمد البشري مدير جامعة الجوف، الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش مدير الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام أباد في باكستان، الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن حمد الداود مدير جامعة الملك خالد في أبها، الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الموسى مدير الجامعة السعودية الإلكترونية والدكتور خالد بن سعد المقرن مدير جامعة المجمعة.
ويشهد تاريخ النهضة في المملكة لهذه الجامعة النجابة حضور عدد كبير من الأسماء البارزة في المجالات كافة، وعلى مختلف المستويات العلمية والإدارية والتربوية، ممن تخرجوا في كلياتها، منذ أن بدأت كليتا الشريعة واللغة في تخريج الدفعات الأولى من طلبتهما عام 1376هـ إلى الآن؛ فمن سدة الإفتاء في المملكة، إلى رئاسة الحرمين الشريفين، إلى عدد من الوزارات، إلى الإدارة والتربية، إلى الأدب والإعلام، في اتساق مع متطلبات التنمية ودواعيها في هذه البلاد الكريمة.
ولا بد أن نشير إلى السنوات الفاصلة المهمة التي شكلت بنية وعمق وتطور هذه الجامعة العريقة؛ فلا بد أن نتذكر عام 1373هـ حين صدر قرار إنشاء كلية الشريعة، ثم القرار الملكي بإنشاء جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1394هـ، ثم القرار الملكي بإنشاء مباني الجامعة ووضع حجر الأساس لها في عام 1402هـ، ثم انتقالها إلى مقرها الجديد عام 1410هـ، ثم وضع حجر الأساس لمدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز الجامعية للطالبات عام 1426هـ؛ لتستوعب أكثر من 40 ألف طالبة بعد اكتمال مبانيها، وقد أوشكت منظومة هذه المدينة على الانتهاء، وبدأت الدراسة بالفعل في عدد من كليات المدينة الجامعية للبنات.
لقد تطورت جامعة الإمام في مسارها التعليمي ومنشآتها ومرافقها بصورة متنامية وسريعة، وعضدت أصالتها وعمقها العلمي في تخصصاتها الأصيلة بإضافة أبواب علمية جديدة؛ لتواكب حاجة المجتمع، وتواصل دورها العميق في البناء والتنمية، وهو ما تمثل في تخصصات الهندسة والإدارة والحاسب والطب والعلوم وغيرها، وربما تشهد السنوات القادمة إضافات جديدة تستدعيها التنمية ونمو الجامعة السريع.
ولعل المشروع الضخم المنتظر الآن بعد أن أوشك مشروع مدينة الملك عبد الله للطالبات على الانتهاء البدء الفعلي في المدينة الطبية الضخمة التي سيتسع مستشفاها لألف سرير بطاقته القصوى، وفي همة معالي مدير الجامعة وحكمته وقوته ما سيذلل أية عقبة تقف في طريق إنجاز هذا المشروع العملاق.
ومن الوفاء للرجال المخلصين العاملين بهمة سامية وطموح ليس له حدود أن يسجّل اسم معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الله أباالخيل - حفظه الله - بأحرف من نور في المشهد العلمي والثقافي في بلادنا؛ فقد أدرك بعمق بصيرته أن من الضرورة الملحة أن تنفتح هذه الجامعة على مجتمعها وعلى العالم, وأن تكون منبراً من منابر الوسطية والاعتدال والاستقرار الفكري والأمني؛ فسعى بحكمة ووعي عميق إلى تأصيل هذه الرؤية الحضارية من خلال مؤتمرات عالمية كبرى، واستقطاب الكفاءات المستنيرة، والتحديث المستمر لهذه الجامعة في الرؤية والأداة.
moh.alowain@gmail.commALowein@