تكريس مفردة «الوطن» في الموقف النفسي والسلوكي عند الأفراد، يحتاج كثيرا إلى ترسيخ قيم، وبناء مفاهيم، ينبغي أن تكون أساسا في ثقافة النشء.. وخبراته.. لتصبح من ثم جزء من سلوكه..
وهناك مسالك عديدة ينبغي الاتجاه عنها نحو ذلك، وأهمها المحتوى المعرفي، والخبرات التي يتلقاها في المدرسة وأنشطتها الصفية, وغير الصفية.. ليدرك، وليعي، ومن ثم يمارسها الفرد فيما بعد بشكل إيجابي في سلوكه العام، والخاص، ويتعود على حسن التعامل مع الآخر، وتمثل النظام في سيره، ودوره, واحترام ذاته، وغيره فيما يتبنى من المعرفة والأفكار, نحو مظهره, ولفظه, بل صوته، وأسلوب تعبيره, بما في ذلك عن فرحه أو غضبه..,، وتوقير الحقوق بتفاصيلها, وضبط النفس عند انفعاله على وجهي الرضاء والرفض..
قيم الأخلاق, ومفاهيم مداراتها، وأوجه سلوكها, من أولويات التربية, والتعليم، ومن التطبيقات، والتدريبات بالغة الأهمية، عند التنشئة, والحاجة إليها ملحة في مؤسسة التعليم..
لأن المرء إن لم يوجه من صغره إليها، ويدرب عليها، ويتاح له تشربها وتمثلها, فسوف لن تتحول عنده إلى سلوك..
وهذا ملاحظ فيمن تخطى مرحلة التنشئة، إذ يصعب إعادة صياغة سلوك الأكبر عمرا, والأتم تكوينا..
فمع كل مناسبة، تطفو على السطح نتائج التنشئة, ويتضح سوء التربية..
وقصور التعليم.
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855