- إنّ ((حسن المعاملة)) هو سر النجاح في الحياة، فإذا أنت لم تستطع أن تملك الناس بسلوكك، فمعنى هذا أنك تحكم على نفسك بالفشل والارتماء في حضن الحظ العاثر، ولهذا فإنّ لدى اليابانيين مثلاً لطيفاً يقول: ((إذا أنت لا تجيد الابتسامة فحذار أن تفتح محلاً تجارياً)).
إنّ ((تقطيب الجبين)) ومعاملة الناس بشراسة، وحجب الابتسامة أمور يعود - أولاً - ضررها على صاحبها، بل تفقده أغلى شيء في الحياة إنها صداقة الناس ومحبتهم.
إننا لسنا كلنا أغنياء حتى نستطيع أن نكسب الناس بالعطاء المادي، ولكن كلنا أثرياء إذا شئنا بثروة أخلد وأبقى، إنها ثروة التعامل الجيد، الابتسامة المشرقة، الكلمة الجميلة، هذه الفضاءات التي نفتح عن طريقها نوافذ الأمل والسعادة أمام من فقدوا الأمل والسعادة .
***
إننا إذا لم نستطع أن نجمع الحسنيين، كرم اليد، وسخاء اللسان، فعلى الأقل يتحتم ألاّ نجمع السوأتين : قلّة ذات اليد، وبذيء الكلام .
لكن قد يقول قائل : ولكن الإنسان لا يستطيع أن يبتسم دائماً، أو يقدم كلمات جميلة كل يوم، لأنّ لكل إنسان ظروفه النفسية والداخلية التي تداهمه فتجعل الحلو في حياته مراً، فيكون لهذه الظروف تأثير مباشر وغير مباشر على تعامله ومنطقه، وهذا حق ولكن - مع هذا - يجْمل بالإنسان أن يجاهد نفسه وأن يحاول ألاّ يجعل ظروفه الخاصة تتدخل في تعامله مع غيره، لأنّ هؤلاء الناس لا دخل لهم فيما تعيشه، بحيث تثقل عليهم بهمومك في الوقت الذي ليس لهم فيها يد أو نصيب.
=2=
بنت الصديق وبالإيمان :
نواجه مصائب الحياة
** كانت القلوب صادقة، والنوايا في منتهى الطيبة، ومن أجل ذلك كانت الألسنة تدعو فيستجابُ لها، والقلوب تتضرّع فيقبل تضرُّعها، حتى مصائب الدنيا، لم تزد أولئك المؤمنين إلاّ إيماناً.
وتحضرني قصة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها التي فيها صادق العبر وضياء الإيمان، فقد ورد أنّ عائشة أيام محنة “الإفك” التي أُلصقت بها زوراً وبهتاناً، والتي لم تزدها إلاّ أيماناً، فلم تعش لحظة إلاّ وعاش معها يقين يطرد عنها كل شك، لأنها توقن أنّ عالم الأسرار هو الذي سيكشف الأسرار، ويزيحُ عنها الهمّ الذي طاولها ليل نهار، وقد قالت عائشة رضي الله عنها في وصف حالتها “والله لقد هجرني القريب والبعيد حتى هجرتني الهرة”، وما عرض عليّ طعام ولا شراب وقبلته فكنت أرقد وأنا جائعة، فرأيت في منامي فتى فقال لي مالك؟
فقلت: حزينة مما ذكر الناس، فقال: عليك بهذا الدعاء، يفرّج الله عنك، فقلت ما هو فقال:-
“اللهم يا سابغ النّعم، ويا دافع النّقم، ويا فارج الهمِّ ويا كاشف الظُّلْم، ويا أعدل من حكم، ويا وليّ من ظلم .. أجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً”. فانتبهت من نومي ريّانة شبعانة فرحة، وقد أنزل الله فرجي من فوق سبع سنوات..!
إنّ قصةَ عائشةَ ملحمةٌ من الصبر والإيمان والابتلاء، ولو نزلت على أقوى الرجال لسلبتهم كل قوة، وأنزلتْ بهم كل ضعف.. ولكن الإيمان في قلب عائشة، منحها صلابة أقوى من صلابة أعتى الجبال، وأعطاها طمأنينة الأمان، وخفف عنها مصائبها حتى جلا الله الأمر، وكشف كذب الإفك، بقرآن يتلى إلى يوم الدين .
أليس في قصتها ما يستحق أن نأخذ به في حياتنا ونحن “نواجه الناس والأيام والنُّوَبا”.
=3=
** قطرة مطر ؟؟
** الراحلون عن قلوبهم لا يقلّون عن الراحلين عن ديارهم.
المحبة كقطرات الندى تأتي كل صباح.. تلثم شفاه الورود وتذهب .
=4=
** آخر الجداول
** للشاعر : أحمد شوقي هذا البيت الذي يعادل قصيدة :
((صلاح أمرك للأخلاق مرجعه
فقوِّم النفس بالأخلاق تستقم))
hamad.alkadi@hotmail.comفاكس: 4565576 ---- تويتر @halkadi- أمين عام مجلس مؤسسة الشيخ حمد الجاسر الثقافية