أوضحت إمارة منطقة جازان أن قضية مقتل المعلم محمد برناوي على يد أحد طلابه في المرحلة المتوسطة، أصبحت بكامل ملابساتها في حوزة الأجهزة الأمنية وجهات التحقيق المختصة، ولا مجال للاجتهاد في تحليل أسبابها ودوافعها، بانتظار ما تسفر عنه نتائج التحقيقات الجارية حالياً، تمهيداً لإحالتها للمحكمة العامة.
سوف نكون مخطئين، إنْ نحن ظننا أن وزارة التربية هي المسؤولة الوحيدة عن ظاهرة تنامي العنف في المدارس. و سوف نكون مخطئين أكثر، لو حاولنا أن نوجه الاتهام للبيت او الشارع او المسجد او الاعلام المرئي او رعاية الشباب او أية جهة دون اخرى. إن المسؤولية تقع على عاتق كل المكونات التربوية التي تحيط بأطفالنا و شبابنا.
و نقولها بكل أسف، كل هذه المكونات لا تؤدي الأدوار المناطة بها، مما جعل العنف و الشذوذ و التدخين و تعاطي المخدرات، تنتشر كظواهر ملفتة و متزايدة، بين الأولاد و البنات. و كل ظاهرة من هذه الظواهر أخطر من الظاهرة الاخرى، و اذا سلم الولد او البنت من ظاهرة، فلن يسلم من الثانية، و لن يكون هناك من حل، إلا إذا كان هناك من يشرف على مراقبة أداء كل جهة لأعمالها، كما هو مطلوب منها، و ليس كما يحلو لها.
إن الأسرة هي أفضل من يقوم بعملية الإشراف، المهم أن تكون حاسمة و شجاعة في مواجهة المقصرين.