|
بغداد - نصير النقيب:
قال زعيم حزب المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي إن اعتماد مبدأ «العين بالعين» لن يبقي في العراق عيناً، مشيراً إلى أن الطبقة السياسية ينبغي أن تتعلم من التجربة القاسية التي مرت بها البلاد وتدرك ان «سياسة الانتقام» خلال المراحل الانتقالية تنتج اقصى انواع الضرر. ووجه الجلبي انتقاداً شديداً لتعامل الحكومة مع الملف الأمني، وقال لـ(الجزيرة) إن مجرد استخدام عبارة «الثأر للشهداء» كاسم لعمليات في أطراف بغداد هو خطأ قد يجعل شريحة واسعة تشعر بأنها موضوع للانتقام وتبدأ بالتصرف على هذا الأساس، وذكر الزعيم البارز في الائتلاف الوطني أنه يلتقي بالصدفة قادة بارزين في اجهزة الاستخبارات ويشعر بالصدمة لأنهم لا يمتلكون معلومات جادة حول شبكات تمويل العنف وادارته والطريقة التي تتسرب بها المتفجرات اليهم.
وقال الجلبي إن المشكلة ليست فقط في عجز الساسة عن محاسبة السلطة التنفيذية فهناك ايضا «جو من الخوف» بين كبار الضباط لا يشجعهم على نقد الخطط والاجراءات الفاشلة، ويعلل ذلك بالقول ان العراقي يمكن ان يتحول في غضون ساعات من مسؤول مهم الى ملاحق بالارهاب والاتهامات الكبيرة، وهذا خلل رهيب في الدولة.
من جهة أخرى دعا التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر إلى تبني مشروع وطني مبني على التسامح والحرية، وأن المشروع يجب ألا يكون أسيرا لعنوان ضيق ديني أو حزبي، وقال الأمين العام لكتلة الأحرار ضياء الأسدي لـ(الجزيرة) إن على الجميع تبني مشروع وطني قوي مبني على التسامح والحرية.
من جهته انتقد النائب عن القائمة العراقية طلال حسين الزوبعي المسؤولين الأمنيين في المناطق التي تتعرض لأعمال عنف في العاصمة بغداد، وطالبهم بالكشف عن المتورطين بهذه الأعمال، فيما دعا الشعب العراقي الى الخروج بتظاهرات للمطالبة بتحديد هوية المتورطين والجهة التي تقف وراءها، وقال الزوبعي لـ(الجزيرة): يجب علينا ادانة السلوكيات والتصريحات الطائفية في البلاد، داعياً مسؤولي المناطق الامنية الى الكشف عن هوية من يقومون بالقتل، مطالباً في الوقت نفسه الجميع بالكشف عن التحقيقات التي يجري السجال بشأنها مثل التحقيق بهروب السجناء والتحقيق بشأن ضرب المتظاهرين.
وكانت صفحات تابعة للتيار الصدري نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لشخص اعتقله (جيش المهدي) يعترف بالاشتراك بالتفجيرات التي استهدفت مجلس عزاء في مدينة الصدر شرقي بغداد يوم السبت الماضي واكد أن المجموعة التي ينتمي لها تضم عشرة أشخاص يقودهم شخص يلقب (أبو عبد الله ) فيما أكد أن مجموعته نفذت الكثير من العمليات ومنها تفجير منطقة البتاوين وسط العاصمة بغداد.
يذكر أن معدلات العنف في بغداد وأنحاء أخرى من العراق، شهدت منذ شباط 2013 تصاعداً أثار «قلق» الأمم المتحدة التي أكدت مقتل أو إصابة (17) ألف عراقي منذ بداية السنة الحالية، في حين حذرت مفوضيتها السامية لشؤون اللاجئين UNHCR من مغبة تسبب «العنف الطائفي» الأخيرة في «إشعال ظاهرة التهجير الداخلي» مجدداً، مبينة أن أكثر من خمسة آلاف عائلة من مختلف مكونات المجتمع، أضيفت منذ بداية السنة الحالية 2013، لقائمة المهجرين سابقاً داخلياً البالغ عددهم مليوناً و130 ألف شخص.