|
الرياض - «الجزيرة»:
رأى أكاديمي متخصص أن ظاهرة الافتراش في الشوارع والطرقات في مناطق المشاعر المقدسة من أبرز الظواهر التي تعيق حركة الحجيج والأجهزة الضرورية الخدمية في الحج من المرور وسيارات الإسعاف والدفاع المدني، وغير ذلك من الأعمال والخدمات التي تقدم لضيوف الرحمن خلال أيام الحج.
واستعرض المستشار وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور زيد بن محمد الرماني في حديث له عن ظاهرة الافتراش في الحج، أسبابها، وأضرارها ،عارضاً بعض المقترحات لحلها، حيث قال: إن من أسباب افتراش الحجاج للطرق والممرات، ارتفاع نسبة التخلف سواء من عمرة أو من الأعوام السابقة أو عدم ارتباط كثير من الحجاج بحملات الحجيج، وهناك الجهل وعدم الوعي، مما يوجب أن يكون هناك وعيٌ للحجاج من بلادهم قبل قدومهم بأنَّ موتهم تعمداً ليس بشهادة بل انتحار.
وأردف يقول: أما الأضرار الواقعة على الحجاج بسبب هذه الظاهرة فهي عديدة، منها:انتشار التسول في الأماكن التي يكثر فيها افتراش الشوارع والطرقات، حيث انتشار المتسولين وبعاهاتهم وأطفالهم الصغار يعيق التحرك في الحج؛ حيث زيادة الأعداد، وابتزاز الحجاج بقصد الحاجة،وانتشار البيع في كل مكان، كذلك يُعدُّ ظاهرة غير حضارية، وله ضرره على الحجاج، و تزاحم الحجاج وما يتسبب عنه من اختناقات ومشكلات صحية واجتماعية، و انتشار النشل والسرقات والاختلاس بين الحجاج نتيجة الازدحام والافتراش. ووصف فضيلته الافتراش بأنه مشكلة متعددة الرؤوس أشبه بالحلقة المفرغة (الحلزونية)، الجميع يشترك فيها، كلٌ بحسبه، وإن تفاوت حِدّة وأثر كل جانب. ومن هنا يمكن القول إنَّ التنظيمات الإدارية وخاصة لحملات الحج في حاجة ماسة إلى فعالية وكفاءة وسيطرة فائقة لتكون أكثر إتقاناً ومرونة.. كما أنَّ الجانب السلوكي لدى بعض الحجاج عامل مؤثر بشكل كبير في ظاهرة الافتراش، إذ يعم الجهل، ويغلب، وخاصة عند كبار السن والنساء مع قلة الوعي بضرر وأثر هذه الظاهرة عليهم سلباً بالدرجة الأولى. كذلك الدعاة في حاجة إلى تكثيف وجودهم وطرق توعيتهم وأساليب توجيههم، ووسائل التحذير من خطر وضرر هذه الظاهرة على الجميع. ولاشك أنَّ الجانب الأبرز لهذه الظاهرة يمتثل في العنصر الاقتصادي المادي؛ إذ قلة ذات اليد تجعل من المتعذر على كثير من الحجاج السكن والعيش في أماكن مناسبة، مما يضطر أغلبهم لافتراش الشوارع والطرقات والكباري.
وخلص فضيلة الدكتور الرماني إلى القول: إنَّ هناك خطوات وإجراءات مهمة يمكنها الحدّ من ظاهرة الافتراش وتقليل أضرارهم، ومن ذلك: تفعيل دور وواجبات الأمن الجنائي، إذ إنَّ من مهامه الأساسية تسيير دوريات تحرّ لضبط النشالين، وتكوين فرق ميدانية معينة بإزالة المباسط التجارية التي تعيق سير الحجاج وكذلك منع الافتراش، تجهيز طرق المشاة وخاصة الرئيسية منها، وذلك بإزالة كافة المعوقات، وإقامة مناطق مراقبة عليها لمتابعة سير المشاة وكثافتهم وأماكن توجههم، وتحديد الأماكن التي يتوقع فيها كثافة تتجاوز سعة الشوارع، والتنسيق بين الأجهزة الأمنية مع وزارة الحج لفتح مخارج الطوارئ عند ازدياد كثافة الحجاج في الشوارع، و قيام قوة تنظيم المشاة بمنع الافتراش بمساندة من المسؤولين في الإمارة والأمانة للمدينة داخلها وخارجها وشوارعها، ونشر فرق ميدانية لإزالة المباسط العشوائية والباعة المتجولين من المتخلفين والتنسيق مع أمانة مكة المكرمة لتحديد أماكن بيع المواد الغذائية في أماكن بعيدة عن حركة الحجاج لتقليل الحشود والتجمعات.