بصراحة أصبحت مشاكل الكرة السعودية تأتي تباعاً فما نستبشر بانتهاء مشكله إلا وتطل علينا مشكلة أكبر بظلالها وأصبحت مشاكل كرة القدم تحديداً تخرج علينا كما يخرج الثعبان وتقذف سمها وتغادر من دون أن تعرف أين ذهبت وهذا تماماً ما ينطبق على الاتحاد السعودي لكرة القدم ورابطة هيئة دوري المحترفين وقد يكون الاجتماع الأخير للرابطة مع رؤساء الأندية ومسؤوليها دليلاً على ذلك فبعد فشل الاجتماع الأول الذي عُقد في نادي الأهلي بجدة جاء الاجتماع الأخير ليثبت أن المسافة والفجوة أصبحت كبيرة بين الرابطة وأندية دوري جميل وما تهديد ثمانية أندية من الانسحاب من الرابطة إلا دليل دامغ على أن الأمور تتجه للأسوأ فلا سياسة الرابطة والتي تتخذ من القرارات الانفرادية سياسة لعملها وتحجيم رؤساء الأندية غير القوية والتي ليست بمصاف الأندية الكبيرة وهو تلاشي مبدأ التصويت وأخذ الأمور بمبدأ الشفافية واحترام رأي الأغلبية، وأعتقد - والعلم عند الله- أن هناك رؤساء أندية لهم الحبوة والتميز لفرض ما يريدون ومنسوبيها وإذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه فإن رياضتنا وبخاصة كرة القدم متجهة إلى ظلام دامس بعد أن استمرت في النفق المظلم لفترة ليست بالقصيرة بعد أن فقدت كرة القدم المبادئ الأساسية لتطويرها كالبنية الأساسية للملاعب وتخبط بعض اللجان وضعف قراراتها ناهيك عن ضعف الاتحاد السعودي لكرة القدم أمام الأندية الكبيرة والجماهيرية منها فلا أعلم متى سوف يفيق الاتحاد السعودي من هذا الضعف والضبابية في عمله بعدما أصبح وضعها الحالي بعد الانتخاب يصعب التدخل في عمله سواء من اللجنة الأولمبية أو الرئاسة العامة لرعاية الشباب.
الهلال والنصر والبقية انتظار
لظروف الطبع تنحصر هذه الرؤية على الجولات الأربع الأولى من دوري جميل والتي وضح لنا ضعف استعداد بعض الأندية وعدم اكتمال المعدل اللياقي للاعبين إضافة إلى ضعف بعض قدرات اللاعب الأجنبي إضافة إلى أن أمراً مهماً قد انكشف وهو ضعف حراس المرمى باستثناء اثنين فقط وهم عبدالله العنزي من النصر وعبدالله العويشير من الفتح ما عدا ذلك فتعتبر الحراسة السعودية من الماضي. وبعودة إلى مستوى الفرق بما فيها بطل الدوري الفتح فقد أصبح هناك أكثر من علامة استفهام على وضعها في الدوري.. وبصورة عامه أجد أن فريقي الهلال والنصر هما المقنعان حتى الآن ولو أن الأخير لم يمر بتجربة حقيقية من أي لقاء باستثناء لقاء الأهلي والذي خرج متعادلاً ولكن الأهلي اليوم لا يعتبر مقياساً نظراً لعدم اكتمال صفوفه خاصة من الناحية الهجومية وأصبح الفريق يعد فريق اللاعب الواحد بعد البحث من قبل جميع اللاعبين على اللاعب باولو سيزار طوال شوطي المباراة فجميع الجولات الأربعة كان هناك مستويات مختلفة وغير ثابتة لجميع الفرق خاصة الشباب والاتحاد والاتفاق ولم يكن هناك من مؤشر تصاعدي وانسجام لدرجة مقنعه سوى الهلال والنصر، وأعتقد أن التعاون سوف يكون له بصمة إن هو استمر بنفس الأداء وانسجام لاعبيه وتطبيق ما يريده المدرب منهم، وأعتقد أن هذا الوضع سيستمر على ما هو عليه حتى حلول الفترة الشتوية لتسجيل لاعبين جدد واستبدال من لم يثبت جدارته ففي هذه الحالة إن حدثت فقد يتغير شيء من الأمر أما إن استمرت نفس العناصر في عدم التغيير خاصة ما تشهده الأندية من أزمات مالية صعبة وغياب الرعاة للأندية ففي هذه الحالة سيستمر السباق منحصراً بين زعيم القارة والعالمي.
نقاط للتأمل
- كسب الهلال كلاسكيو الكرة السعودية من أمام الاتحاد بعد ما لعبت الخبرة لصالح نجوم الزعيم ولو أني أرى أن اللاعب البرازيلي نيفيز كانت له الكلمة في التهديف وصناعة اللعب.
- يتحمّل المدرب الاتحادي بيانات النتيجة القاسية التي خسر بها فريقه أمام الهلال وقد يكون أبرز قرار اتخذه من الناحية السلبية إشراك مبروك زايد الذي لم يشارك منذ عام وعدم استغلال خبرة أحمد الفريدي لتوازن فريقه.
- غادر مدرب الشباب بوردوم وأعتقد من وجهة نظري أن إنهاء عقده تأخر كثيراً خاصة بعدما فرغ فريقه من النجوم وخصوصاً النجم الأبرز ناصر الشمراني.
- تميزت إدارة الأهلي في السنوات الأخيرة بالفكر العالي والتميز بالتعاقدات خاصة اللاعب الأجنبي إلا أن التعاقد الأخير مع اللاعب يونس محمود بعد ما كان معتزلاً أمر محيّر من أصحاب القرار في النادي.
- ما زلت أقول إن دفاع الهلال لا يوكل عيشاً ولا زال يضرب بسهولة خاصة من العمق وإذا لم يتم تداركه فقد يخسر كثير من اللقاءات إذا وجد مدرب من أي فريق يكتشف هذه الثغرة.
- الكاتب صالح السليمان في مقاله الأخير ذكر أنني قد نصلت اللاعب سالم الدوسري من وطنيته وهذه قراءة غير جيدة من الكاتب، فالوطنية خط أحمر لا يمكن المساس بها ولو كان مطلعاً على ما ذكرت وما صرحت به فأنا قلت (إن اللاعب قد تهرب وادّعى الإصابة عن تمثيل المنتخب).
- أذكِّر الكاتب السليمان بأن اعتقاده بأنني أفرح لخسارة فريقه نادي الهلال وأحزن لانتصاره وهذا ما ذكرته في المجلس في قناة الكأس فلو كان يدرك ويعرف مغزى الحديث فهو كان نوعاً من الرد على السؤال الذي فيه نوع من المداعبة أن لا يوجد رجل عاقل يقف ضد فريق يلعب باسم الوطن.
- يجب على الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يدرس وبجدية عزوف الشركات عن رعاية الأندية خاصة الجماهيرية، منها فاليوم لا يوجد راع إلا واحد وهو موبايلي الذي لا يزال مستمراً مع الهلال.
- يجب علينا كإعلام رياضي وبمختلف الميول أن نعترف بأن هناك هتافات عنصرية وإساءات وقذف للاعبين والحكام ويمكن معالجتها والقضاء عليها بالتكاتف وبث الوعي بين الشباب الرياضي.
خاتمة: هكذا الحياة دائماً ما تفاجئنا بلقاءات بلا موعد .......... وفراق بلا سبب.
ونلتقي عبر جريدة الجميع الجزيرة، ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.