عندما يتناول أحد الزملاء موضوعا صحفيا في أي مجال يأتيه الرد : بأنه لم يتحر الدقة، ولم يأخذ المعلومة من مصادرها الحقيقية، وأنه لا يرى النصف الثاني من الكأس وتشكيلة من (التوبيخات) الرسمية إما مباشرة من المسؤول أو عبر (متحدثه) الرسمي، وتختلف لغته الخطابية والبيانية عندما يرحل المسؤول من موقعه القيادي نجده ينضم إلينا معشر كتاب الرأي ليقول ما لم تقله وسائل إعلام الظل.
الزميل فهد السلمان صاحب زاوية على قامة الريح بالزميلة الرياض تلقى حزمة من (اليجبيات) يجب أن من أحد الأساتذة عندما كتب حول الجامعات الناشئة ونصحه بتبديل عدسات نظارته ليرى ماقدمته تلك الجامعات الناشئة. ورد الزميل فهد السلمان معقبا واستشهد بجامعة حائل وقال: إن جامعة حائل استبدلت المستشفى الجامعي بفندق خمسة نجوم وأولويات حائل كمدينة ومنطقة بحاجة إلى مستشفى قبل الإيواء والضيافة والفندقة, أي العلاج يتقدم على الفنادق مهما كانت أهمية الإيواء.
ما تم طرحه يكشف وضع التنمية في منطقة مفصلية من مناطق المملكة لأن حائل تربط بين منطقتين إحداهما حدودية الجوف والأخرى القصيم شريان الاقتصاد لشمال المملكة بحكم قربها من العاصمة الرياض, الأمر الآخر لماذا نبقى على أساليبنا التنموية القديمة أي لابد أن تعيش القصيم على الرياض وتعيش حائل على القصيم وتعيش الجوف على حائل، وهكذا من الحلقات المتعاقبة التي ربطت عدم تحضر وتطور المدن إذا لم تمر عبر مناطق محددة, وأن تفكيرنا لم يتحرر بعد من مفهوم الترابط الطويل والسلسلة غير المنتهية، وأيضا أن التطور الحضاري لا يمر إلا عبر ثلاث مدن فقط محور واحد (شرق غرب) والعكس الدمام الرياض جدة.
لا يهم تبعية العلاج أو التداوي في حائل لمن تكون مستشفيات وزارة الصحة، أو جامعة حائل، أو القطاعات العسكرية أو غيرها مايهم الآن الوضع الصحي جهة العلاج وليس تبعية الخدمة لأن حائل تجاوز سكانها (600) ألف نسمة في إحصاء 1431هـ-2010م وهي تتجه إلى المليونية. وتقع على الطريق الدولي الأبرز بالمملكة الذي يربط الرياض والقصيم وحائل والجوف بدول (الشام) الأردن وسوريا ولبنان ومنها إلى النطاق الإقليمي تركيا وثم النطاق العالمي أوروبا, وهي -حائل- أحد بوابات الشمال إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة لشمال المملكة.
كما أن حائل تقع بين منطقتين اقتصاديتين وزراعيتين هما الجوف شمالا والقصيم بالجنوب الشرقي, وحائل منطقة زراعية وتعدينية وحيوية في محور التنمية (شمال جنوب) الذي يتقاطع مع محور شرق غرب الذي يحظى بالرعاية المالية والتخطيطية وتركيز المشروعات وهذا أمر طبيعي لأنه محور الموانئ البحرية والعاصمة السياسية الرياض والعاصمة الدينية مكة المكرمة والمدينة المنورة. لكن محور الرياض القصيم حائل الجوف شريان حيوي لتدفق البضائع الدولية من دول الشام وتركيا وأوروبا، وتنمية هذا القطاع بخدمات المستشفيات وبخاصة حائل لخدمة السكان وإنعاش الاقتصاد وتعدد مصادر التنمية،إضافة إلى التوازن بين سكان المناطق ومحاور التنمية.