عبَّر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو خلال لقائه أمس الأربعاء بوزير الخارجية الأمريكي - جون كيري في القدس المحتلة عن قلقه من وضع المفاوضات مع السلطة الفلسطينية؛ واتهم نتنياهو الجانب الفلسطيني بافتعال الأزمات المصطنعة على حد تعبيره؛ فيما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البولندي «برونسلاف كوموروفسكي»، عقده في مدينة بيت لحم «سنواصل بذل الجهود من أجل إيجاد حلٍّ سلمي وسياسي، يحقق السلام والأمن والاستقرار في منطقتنا، وينهي الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967، وصولاً لقيام دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية.
هذا ونقلت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي عن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو اتهامه للسلطة الفلسطينية بمواصلة التحريض واختلاق الأزمات المصطنعة والتهرب من القرارات التاريخية، على حد تعبيره. وشدد نتتياهو على رغبته في السلام ورغبة إسرائيل أمام كيري، مؤكداً بأن حكومته ملتزمة تماماً بما تعهدت به قبل 3 شهور لدى تجدد المفاوضات المباشرة، وفيما يتعلق بالوضع الذي وصلت إليه هذه المفاوضات وما يشاع عن أزمات، فقد حمل المسؤولية للجانب الفلسطيني الذي اتهمه بافتعال هذه الأزمات ووصفها بالمصطنعة، كذلك استمرار التحريض الفلسطيني ضد إسرائيل، ويواصلون التهرب من القرارات التاريخية التي تصنع السلام الحقيقي، على حد زعمه.
وتمنى نتنياهو بأن تساعد زيارة كيري وجهوده في نقل المفاوضات لمرحلة نستطيع من خلالها التوصل إلى سلام تاريخي وفقاً لما نصبو إليه.
نتنياهو لـ كيري الفلسطينيون مستمرون في خلق الأزمات
بدوره قال الرئيس الفلسطيني قبل لقائه بوزير الخارجية الأمريكي - جون كيري في مدينة بيت لحم: بدأنا المفاوضات منذ 20 عاماً، ولم نفقد الأمل، لا نستطيع القول إنه مضى 20 عاماً فماذا بعد، يجب أن نستمر، وعندما جاء الأمريكان مدعومين بأوروبا والعرب، فمن واجبنا أن نستغل هذه الفرصة.. وأضاف الرئيس عباس: «اتفقنا مع الأمريكان أن نقوم بجولات مكثفة من المفاوضات لتسعة أشهر، معرباً عن أمله أن نصل إلى سلام فلا يوجد بديل آخر عن السلام.
وفي سياق متصل، قالت مصادر فلسطينية وإسرائيلية مطلعة أن خلافات حادة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي أفشلت جلسة المفاوضات التي عقدت مساء أمس الأول الثلاثاء في مدينة القدس بمشاركة أعضاء الوفدين المفاوضين برئاسة صائب عريقات وتسيفي ليفني وبمشاركة محمد اشتية والمحامي يتسحاق مولخو. وذكرت مصادر إسرائيلية أن جدول اللقاءات الفلسطينية الإسرائيلية لم يتغير حتى الآن رغم زيارة الوزير الأمريكي «كيري»، لكن الوفد الإسرائيلي يتهم نظيره الفلسطيني بمحاولة خلق أزمة عبر التلويح بالاستقالة وذلك للاستفادة قدر الإمكان من زيارة كيري ووضعه في أجواء أزمة.
ونقل موقع «ويلا» العبري عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله «إن تهديدات الرئيس الفلسطيني «أبو مازن» الأخيرة وكذلك التهديدات التي صدرت عن كبار المسؤولين الفلسطينيين بما في ذلك التهديد باستقالة الوفد الفلسطيني المفاوض، هي جزء من محاولة فلسطينية لخلق أجواء أزمة وممارسة الضغط على إسرائيل».
وأضاف المصدر متهماً الفلسطينيين بالموافقة على البناء الاستيطاني: «إنهم يحدثون الكثير من الضجة والجلبة لكن الحقائق لا يمكن تغييرها، فقد وافقوا منذ البداية على صفقة إطلاق سراح قُدامى الأسرى الفلسطينيين مع استمرار البناء في المستوطنات، ولا يمكنهم الانسحاب من هذه الصفقة الآن بعد ثلاثة أشهر من المفاوضات.
وبحسب مصادر فلسطينية مطلعة فإنه قُبيل وصول وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري المنطقة بساعات انتهى اجتماع طاقمي المفاوضات الإسرائيلي الفلسطيني بالصراخ وتحميل المسؤوليات، ما ينذر بانفجار المفاوضات التي يحاول كيري احياءها من جديد عبر لقاء نتنياهو والرئيس عباس كل على انفراد أمس الأربعاء.
وتحدثت المصادر الفلسطينية عن خلافات حادة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي أفشلت جلسة المفاوضات التي عقدت في مدينة القدس بمشاركة أعضاء الوفدين المفاوضين برئاسة صائب عريقات وتسيفي ليفني وبمشاركة محمد اشتية والمحامي يتسحاق مولخو.
يشار الى أن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري وصل مساء الثلاثاء إسرائيل ليلتقي أمس الأربعاء، برئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، ويتوجه بعد ذلك إلى مدينة بيت لحم ليلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في محاولة منه لإحياء عملية السلام وإعطاء دفعة جديدة للمفاوضات.
هذا وأظهر استطلاع للرأي الفلسطيني أجراه مركز استطلاعات الرأي والدراسات المسحية في جامعة النجاح الوطنية الفلسطينية أن أكثر من 70% من أبناء الشعب الفلسطيني يتوقعون فشل المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، بينما توقع 57.8% من أفراد العينة حدوث انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية في حال فشل مفاوضات السلام الجارية حالياً.
وأظهرت نتائج الاستطلاع أن 38.5% من أفراد العينة يؤدون قيام انتفاضة مسلحة في الضفة الغربية، بينما 55.7% عارضوا ذلك.. فيما أيد 58.7% من أفراد العينة القيام بمقاومة شعبية غير عنيفة وغير مسلحة، وأيد 35.8% من أفراد العينة حل السلطة الفلسطينية في حال فشلت مفاوضات السلام الجارية الآن، بينما 57.7% عارضوا ذلك.