توجه وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا على عجل أمس الجمعة الى جنيف للانضمام الى نظيرهم الاميركي جون كيري في المحادثات الجارية حول الملف النووي الايراني، ما يعزز فرضية التوصل الى اتفاق قريبا بعد سنوات من الجمود. وتستمر المشاروات الدبلوماسية المكثفة مساء الجمعة. وأعلن وزيرالخارجية الروسي سيرغي لافروف انه سيصل اليوم السبت الى جنيف ما يؤكد ان المفاوضات ستستمر يوما اضافيا. وعقد اجتماع ثلاثي بين وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون والولايات المتحدة جون كيري وايران محمد جواد ظريف. ونقلت وكالة ريا-نوفوستي عن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله «هناك الكثير من القضايا التي تمس المصالح الاساسية للعديد من الدول. ولذلك فإن مستوى التفاوض يجب ان يكون في مستوى وزير». وأضاف «ننوي غدا (السبت) التوصل الى نتيجة على الامد الطويل ينتظرها العالم كله». وقال إن أحدا من المشاركين «لا يرغب في المغادرة بدون نتيجة ايجابية» مؤكدا انه في حال حدث العكس «سيكون ذلك خطأ استراتيجيا». من جانبه قال وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيلي لوكالة فرانس برس «نحن نعمل ونتباحث ونبذل ما بوسعنا». ولدى وصوله الى جنيف لزم كيري الحذر مؤكدا انه «حتى الآن لم يتم التوصل الى حل». لكن ما يثبت امكانية حدوث اختراق فعلي بعد تولي الرئيس الايراني المعتدل حسن روحاني، قول وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان المباحثات الجارية «تمنح فرصة لحدوث تقدم فعلي». وأوضح في موقف له عبر موقع تويتر انه بحث الملف الايراني هاتفيا مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. وقطع كيري جولته في الشرق الاوسط للانتقال بشكل عاجل الى جنيف حيث انضم اليه نظراؤه الفرنسي والبريطاني والالماني الاعضاء في مجموعة 5+1 (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي: الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا، اضافة الى المانيا) التي تسعى منذ سنوات الى تسوية ازمة البرنامج النووي الايراني. وقال كيري بعيد وصوله الى جنيف «أؤكد انه لا اتفاق حتى هذه اللحظة الراهنة». وأضاف «لا تزال هناك بعض المسائل المهمة جدا على الطاولة لم تحل» وان هذه المسائل «يجب ان تعالج بالشكل الصحيح وبالتفصيل». من جهته قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لدى وصوله «هناك تقدم (في هذا الملف) لكن لا شيء مؤكدا بعد». وأضاف الوزير الفرنسي «حتى الآن هناك مسائل هامة لم تتم تويتها بعد لكننا نعمل في جنيف على حلها ان أمكن». وهناك مسائل ثلاث يركز عليها الغربيون بشكل خاص وهي توضيح الموقف الايراني من «بناء مفاعل اراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة» الذي يمكنه انتاج2 البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه لغايات عسكرية، ومصير المخزون النووي المخصب بنسبة 20 بالمئة ،و»عموما مسألة تخصيب اليورانيوم في ايران». وبالتوازي مع المباحثات الجارية في جنيف تم الاعلان عن زيارة للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو الاثنين لطهران. وأكد المسؤولون الايرانيون مجددا في الايام الاخيرة ان حق ايران في تخصيب اليورانيوم يمثل «خطا أحمر» من دون ان يستبعدوا مع ذلك تطور موقفهم بشأن «مستوى وشكل وحجم» هذا التخصيب. وتملك ايران 19 الف جهاز طرد مركزي للتخصيب. وعبرت اسرائيل الجمعة عن غضبها محذرة الغربيين من أي اتفاق مع ايران عدوها اللدود ومؤكدة انها لن تكون معنية بمثل هذا الاتفاق. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الجمعة اثناء لقاء بينه وبين كيري في مطار بن غوريون في تل ابيب ان «اسرائيل ليست ملزمة بهذا الاتفاق وستفعل كل ما هو ضروري للدفاع عن أمن شعبها» منددا بما وصفه بـ»خديعة القرن». وفي مقترح ايراني لم يتم نشره رسميا قد تكون ايران تقبل بتجميد جانب من برنامجها في مقابل رفع بعض العقوبات الدولية التي ترهق اقتصادها. وتدور المفاوضات بين ايران والدول الست الكبرى حول «اتفاق موقت» يتبع على الارجح بعد مرحلة لاختبار حسن النوايا من الطرفين «باتفاق ختامي يحل نهائيا مسألة النووي الايراني» على ما افاد مصدر فرنسي.