وقعت الهيئة الملكية للجبيل وينبع وشركة التعدين العربيَّة السعوديَّة (معادن) مذكرة تفاهم لرسم برنامج لتأهيل أبناء منطقة الحدود الشماليَّة بهدف رفع تحصيلهم العلمي وصقل مهاراتهم ليسهموا في عمليات البناء والتشغيل في مشروع الملك عبد الله لتطوير مدينة وعد الشمال، ورعى صاحب السمو الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع توقيع المذكرة بمدينة الجبيل الصناعيَّة وبحضور الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل الدكتور مصلح العتيبي، والرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بينبع الدكتور علاء نصيف، ورئيس شركة (معادن) المهندس خالد بن صالح المديفر، وعدد من مسئولي الهيئة الملكية وشركة معادن وأعضاء هيئة التدريس في كليات الهيئة ومعاهدها والطلاب الملتحقين بالبرنامج.
سمو رئيس الهيئة يبادر ومعادن تتفاعل
قالت الهيئة الملكية للجبيل وينبع: إنها تضع على رأس أولوياتها إعداد وتأهيل الكوادر البشرية القادرة على قيادة دفَّة الصناعة والاقتصاد في مدنها، ومن أجل ذلك استحدَّثت مسارات تعليميَّة وتدريبية جديدة للمواءمة بين مخرجات التَّعليم والتدريب بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل وتلبية احتياجاته من مهندسين ومهنيين وغيرهم من الكفاءات الوطنيَّة، وبرهن الشباب السعودي جدارته ونجاحه في كافة المهام التي أسندتها إليه الهيئة الملكية للجبيل وينبع.
وامتدادًا لتلك الإسهامات أطلق صاحب السمو الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع مبادرة لتأهيل أبناء منطقة الحدود الشماليَّة بهدف الرفع من تحصيلهم العلمي وصقل مهاراتهم ليسهموا في عمليات البناء والتشغيل في مشروع الملك عبد الله لتطوير مدينة وعد الشمال.
ولقيت المبادرة تفاعلاً كبيراً من قبل شركة (معادن) التي بادرت هي الأخرى إلى التنسيق والتكامل مع الهيئة ليصار إلى توقيع مذكرة تفاهم بين الطرفين تعنى بهذا الجانب.
ووصف سمو رئيس الهيئة الملكية هذه المبادرة بأنها تأتي إسهامًا من الهيئة الملكية وشركة (معادن) لتحقيق وعد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- لأهالي المنطقة الشماليَّة بأن تأخذ المنطقة نصيبها من الرخاء والتنمية، الأمر الذي تحقق بصدور قرار مجلس الوزراء بإنشاء مشروع الملك عبد الله لتطوير مدينة وعد الشمال للصناعات التعدينية الذي جاء تحقيقًا لوعده -حفظه الله-».
وحول المذكرة قال سموه: تأتي في إطار التزام الهيئة بمسئوليتها الاجتماعيَّة منطلقة من التوجيهات السامية لبذل الجهود والحرص على التَّميز في جميع تعاملاتها لتحقيق أفضل النتائج، كما تعبّر عن مدى التكامل القائم بين الهيئة و(معادن) مما سيعود بإذن الله على مدينة وعد الشمال بالنفع، حيث أثبت الطرفان كفاءة عالية في تشغيل مدينة رأس الخير الصناعيَّة التي تديرها الهيئة وتشارك فيها (معادن) من خلال الاستثمار في الصناعات التعدينية». وحثّ الأمير سعود الطلاب الملتحقين بالبرنامج التدريبي الذي سيُقام في كليات الهيئة الملكية ومعاهدها على الحرص والاستفادة من المهارات والخبرات التي ستقدم لهم في هذا البرنامج، منوهًا سموه بالجهود التي تبذلها (معادن) في هذا الإطار. كما أشاد سموه بجهود صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز آل سعود المستشار بوزارة البترول والثروة المعدنية لإنجاح هذا البرنامج وغيره من المبادرات الهادفة إلى تفعيل الشراكة بين مختلف الجهات والشركات ذات العلاقة في كلِّ ما من شأنه تحقيق أعلى قيمة مضافة لمواردنا الطبيعيَّة، مضيفًا سموه أن مدن الجبيل وينبع ورأس الخير الصناعيَّة أصبحت أرضًا للمبدعين في المجالات الإدارية والهندسية والفنيَّة، وأنها أنسب موقع لتأهيل شباب منطقة الحدود الشماليَّة للعمل في مدينة وعد الشمال.
أبناء الشمال يتدربون في الجبيل وينبع
أوضح الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بينبع الدكتور علاء نصيف أن المذكرة جاءت بمبادرة من سمو الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود، ولاقت قبولاً لدى الإخوة في شركة (معادن) وسيتم بموجبها تأهيل خريجي الثانويات العامَّة في منطقة الحدود الشماليَّة من خلال إلحاقهم ببرنامج تدريبي مدته عام دراسي واحد تستقطب (معادن) الراغبين في الالتحاق به من المواطنين القاطنين في منطقة الحدود الشماليَّة بطاقة استيعابية قدرها ثلاثمائة مقعد للعام الدراسي الواحد، وتستكمل اختبارات القبول وفق المعايير التي تضعها الهيئة الملكية، ويعقد البرنامج الذي تتولى إعداده الهيئة الملكية في معاهد الهيئة بالمدينتين الصناعيتين الجبيل وينبع ما يؤهلهم للحصول على فرص العمل المتوفرة في مشروعات المنطقة وغيرها من مشروعات صناعيَّة في مناطق المملكة المختلفة.
1500 وظيفة بانتظار خريجي البرنامج
من جهته قال رئيس شركة «معادن» المهندس خالد المديفر: إن هذه المبادرة تجسِّد حرص الشركة على الاستثمار في العنصر البشري كونه من أهم مكونات مشروعات معادن وانطلاقًا من إيمانها العميق بالمسئولية الاجتماعيَّة تجاه المجتمعات المحليَّة التي تقع بالقرب من مشروعاتها من خلال المساهمة في تأهيل الشباب السعودي وتوفير الفرص الوظيفية وفتح آفاق جديدة من الفرص الاستثمارية ما يعزِّز التنمية المستدامة ويدعم البرامج المحليَّة في هذه المناطق»، مشيرًا إلى أن الشركة تضع في قمة أولوياتها تدريب وتطوير الكوادر السعوديَّة، كركيزة أساسيَّة لتنفيذ إستراتيجية التخطيط التكاملي التي تنتهجها الشركة.
وأكَّد المديفر أن تأهيل أبناء المنطقة الشماليَّة تقنيًا سيتم من خلال برامج التأهيل والتدريب التي أسستها الشركة مع الكليات والمعاهد المحليَّة والعالميَّة، حيث أهلت الشركة ما يزيد عن 500 شاب سعودي ضمن برنامجي حملة الدبلوم والثانوية العامَّة وبرنامج (كفاءات معادن) لتطوير وتأهيل الكفاءات السعوديَّة لحديثي التخرّج من حملة البكالوريوس والماجستير بالتعاون مع كلية الجبيل الصناعيَّة، مضيفًا أن تنمية المجتمع المحلي في شمال المملكة التزام أساسي في مشروع الملك عبد الله لتطوير مدينة وعد الشمال الذي سيوفر أكثر من 1500 فرصة عمل مباشرة، الأمر الذي سيكون له انعكاساته المستقبلية الكبرى في تحقيق التنمية الشاملة في منطقة الحدود الشمالية».
وتستهدف معادن من خلال الاتفاقية إعداد شباب منطقة الحدود الشماليَّة والمناطق النائية من حملة شهادة الثانوية العامَّة للالتحاق ببرامج التأهيل والتدريب التي أسستها الشركة مع الكليات والمعاهد المحليَّة والعالميَّة، ومن المنتظر أن يسهم هؤلاء الشباب بعد تأهيلهم في بناء وتشغيل مشروع الملك عبد الله لتطوير مدينة وعد الشمال ومشروعات معادن التعدينية في مختلف مناطق المملكة.
كما أن المبادرة تأتي ضمن البرامج التأهيلية والتدريبية التي تنفذها معادن بالتعاون مع الجهات الأكاديمية والتعليميَّة لإعداد وتأهيل الكفاءات السعوديَّة للعمل في مجال الصناعات التعدينية، انطلاقًا من دورها المحوري في تطوير هذه الصناعات لتشكيل الركيزة الثالثة للصناعات السعوديَّة.
وتستهدف المبادرة في مرحلتها الأولى تدريب نحو 500 شاب من حملة الثانوية العامَّة من أبناء منطقة الحدود الشماليَّة والمناطق النائية في معاهد الهيئة الملكية في الجبيل وينبع لتزويدهم بمعلومات مكثفة في مواد اللغة الإنجليزية والحاسوب ومهارات وسلوكيات العمل والثقافة المهنية.
مساهمة الهيئة في تأهيل متدربي الشركات
فضلاً عن الآلاف الذين يتخرجون سنويًّا من مؤسساتها الأكاديمية الثماني، فقد دأبت الهيئة الملكية للجبيل وينبع على تأهيل وتدريب منسوبي الشركات العاملة في مدنها الثلاث (الجبيل وينبع ورأس الخير الصناعيَّة)، حيث تمثِّل الشراكة بين الهيئة وتلك الشركات نموذجًا فريدًا للتكامل البناء بين المؤسسات والجهات التي تسهم في تحقيق الخطط التنموية على أرض الواقع، وقد تجاوز عدد طلاب وموظفي الشركات الذين تَمَّ تدريبهم في المؤسسات الأكاديمية التابعة للهيئة الملكية أكثر من 30.000 متدرب.
ومن أهم المبادرات التي نفذتها الهيئة الملكية تأهيل عدد من الدفعات لبرنامج سابك الموحد للمشغلين في كلية الجبيل الصناعيَّة، الذي تبلغ مدة الدراسة فيه 54 أسبوعًا مقسمة على مرحلتين أساسيتين، الأولى في مجال اللغة الإنجليزية ومدتها 34 أسبوعًا، والثانية في الجانب التَّقني ومدتها 20 أسبوعًا، وقد دربت كلية الجبيل الصناعيَّة لوحدها 11283 من طلاب وموظفي شركة سابك.
كما بادرت الهيئة الملكية بتأهيل طلاب برنامج التدريب المنتهي بالتوظيف الخاص بشركة مرافق الكهرباء والمياه بالجبيل وينبع (مرافق) الذي عقد في كلية ينبع الصناعيَّة، وتلقى فيه الطلاب برنامجًا نظريًّا لمدة عام أهلهم للعمل في محطات شركة مرافق.
ونفذت الهيئة الملكية أيْضًا برنامجًا لتأهيل متدربي شركة (معادن) في كلية الجبيل الصناعيَّة ومعهد الجبيل التقني، وبعد إتمام فترة تدريبهم وجهت (معادن) خريجي البرنامج إلى مدينة رأس الخير الصناعيَّة وإلى منطقة حزم الجلاميد للعمل في مشروعاتها التعدينية.
كما أطلقت الهيئة الملكية جملة من المبادرات الهادفة إلى توطين الوظائف في مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين التي ترمي إلى إتاحة الفرص الوظيفية للمواطنين السعوديين عبر رفع السعودة في عقود التشغيل والصيانة الخاصَّة بالهيئة الملكية.ومن أبرز الشركات الأخرى التي تَمَّ تدريب طلابها وموظفيها في معاهد وكليات مدينتي الجبيل وينبع الصناعتين: شركة أرامكو السعوديَّة، وشركة شيفرون، وشركة بكتل، وشركة بترومين شل، وشركات التصنيع الوطنيَّة، سبكيم، ساتورب، ساسرف، سامرف، الزامل هدسون، عبر الخليج، سامسونج.
كما تَمَّ تدريب طلاب وموظفي قطاعات أخرى كالقوات الجويَّة الملكية السعوديَّة، وسلاح الحدود، ومرور الجبيل، الشركة السعوديَّة للكهرباء وصندوق الموارد البشرية.
مدن الهيئة أفضل مناطق لتأهيل الكوادر
وبحسب العديد من الخبراء فإنَّ المدن الصناعيَّة التي تديرها الهيئة الملكية للجبيل وينبع تصنَّف بأنها من أفضل المناطق من حيث إعداد وتأهيل الكوادر الوطنيَّة المتخصصة، فمدينتا الجبيل وينبع الصناعيتان إلى جانب رأس الخير تشكّل أرضًا خصبة للمبدعين في المجالات الإدارية والهندسية والصناعيَّة، وسماؤها فضاء مفتوحة يحلق فيها المبدعون على اختلاف تخصصاتهم. وتلك الآراء لم تأتِ من فراغ بل جاءت بناءً على نتائج ملموسة، فالمدن الصناعيَّة التي تديرها الهيئة تحاكي أكبر المشروعات الهندسية عالميًا، وهي أيْضًا منطقة صناعيَّة عملاقة تحتضن كبريات الشركات العالميَّة في الصناعات البتروكيماويات، وتضم الكليات والمعاهد التي أنشأتها الهيئة الملكية لتأهيل الكوادر الوطنيَّة التي تدير وتشغل المشروعات الصناعيَّة في مدنها الثلاث، بل إن إسهام الهيئة الملكية في مضمار التدريب والتأهيل قد امتد إلى باقي مناطق المملكة.
طلاب البرنامج: المدينة حققت تطلعاتنا
عبّر عدد من طلاب منطقة الحدود الشماليَّة الملتحقين ببرنامج الهيئة الملكية للجبيل وينبع لتأهيل أبناء منطقة الحدود الشماليَّة للعمل في مشروع الملك عبد الله لتطوير مدينة وعد الشمال، عن عميق شكرهم وامتنانهم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز، لتفضله -حفظه الله- بتحقيق وعده لأبناء المنطقة والتَّوجيه بتطوير مدينة وعد الشمال، مشيرين إلى أن هذه المدينة حققت لهم تطلعاتهم للعمل في منطقتهم إضافة إلى أنها ستزيد من تحصيلهم وستعمل على تطويرهم علميًّا وعمليًا، واتفق الطلاب على التأثيرات الإيجابيَّة للبرنامج وذلك على عدَّة مستويات، من بينها الإحساس بقيمة الوقت، والتواصل مع مجتمع الدراسة في كلية الجبيل الصناعيَّة، والاحتكاك بالمجتمع الصناعي في مدينة الجبيل على اعتبار أنّه يزخر بثقافات مختلفة. كما أجمع الطلاب على أهمية المبادرة، مشيدين بالنجاح الذي حققته وانعكاساتها التَّعليمية عليهم ما جعلهم يبرزون مهاراتهم وقدرتهم التحصيلية. كما وعد الطلاب بمضاعفة جهودهم ليتمكنوا من اجتياز البرنامج بتفوق، معربين عن شكرهم للهيئة الملكية للجبيل وينبع ولشركة (معادن).
وقال الطالب أحمد العنزي: إن خادم الحرمين الشريفين حقق لنا فرصًا وظيفية وتدريبية بالقرب من أهلنا بمنطقة الحدود الشمالية، فما كان بالأمس حلمًا أضحى اليوم حقيقة»، مشيرًا إلى أن البرنامج التدريبي أسهم في رفع مستواه في اللغة الإنجليزية مما أكسبه مهارات التواصل بها، كما أن المبادرة أتاحت له فرصة الاطِّلاع على الشواهد التنموية في المملكة من خلال معايشته اليومية للحراك الاقتصادي الذي تشهده مدينة الجبيل الصناعيَّة والمشروعات الأخرى في المنطقة.
من جهته أكَّد الطالب ضيف الله الرويلي أن مبادرة الهيئة الملكية عزَّزت لديه الثقة بقدراته في اللغة الإنجليزية، معبّرًا عن فخره في الالتحاق بالبرنامج كونه من البرامج الواعدة التي تؤهل مخرجات تعليميَّة تسهم في تدريب الفنيين المتخصصين في قطاع التعدين وتَضمَّن مستقبلهم الوظيفي.
من جانبه يَرَى الطالب عبد الله حول العنزي، أن المبادرة ستسهم في توفير الكوادر المتخصصة للنهوض بمنطقة الحدود الشمالية، وتحويلها إلى مدينة صناعيَّة على غرار مدن الهيئة الملكية (الجبيل وينبع ورأس الخير).
ويعتقد الطالب جايز الرويلي أن صدور الأمر السامي الكريم باعتماد مدينة صناعيَّة في منطقة الحدود الشماليَّة سيجعل منها منطقة حيويَّة بوجود الشركات الكبرى التي ستجلب الاستثمار وتوفر الفرص الوظيفية لأبناء المنطقة، إضافة إلى مشاركة الهيئة الملكية للجبيل وينبع في هذه العملية التنموية سيمكن وعد الشمال من تبوأ مكانه عالميَّة. وبدوره عدّ الطالب محمد نويصر الرويلي مدينة وعد الشمال فرصة مهمة للمنطقة كونها ستكون صرحًا جاذبًا للاستثمارات الخارجيَّة التي بدورها ستنعكس على التنمية في المنطقة وبالتالي تحقيق مزيد من الحراك الاقتصادي في المنطقة والرفاه للمواطنين.