أكَّد صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض -يحفظه الله ويرعاه- أثناء استقباله عدداً من أصحاب الفضيلة والعلماء وأصحاب السعادة وعدداً من المسؤولين وجمعاً من أهالي منطقة الرياض يوم الثلاثاء 24-12-1434هـ بحضور نائبه الأمير تركي بن عبدالله، والمستشار الخاص والمشرف العام على مكتب أمير منطقة الرياض الأستاذ سحمي بن شويمي، ووكيل إمارة منطقة الرياض عبدالله القرني، على خطورة الوضع وشراسة الحرب التي يشُنها أعداء الدين والوطن ـ وقانا الله شرهم ورد كيدهم في نحورهم ـ الذين يتربّصون من كل حدْب وصوب وعبر اتجاهات البوصلة الأربع بتهريب المخدرات مستخدمين مختلف السبل والطرق والحيل ؛ لتدمير طاقات الشباب الذين يشكِّلُون مستقبل الوطن الوردي.
وهو الخطر الذي استشعرته قيادة هذا الوطن التي جعلت القضاء على هذه الآفة المدمرة في مقدمة اهتماماتها، محافظة على مستقبل الوطن، ودرعاً لثروته البشرية، وسواعده الناضجة الفتية، وحياة أبنائه الأوفياء الذين يقعون ضحايا لهذا الخطر الداهم.
وأمام هذه التحديات والأخطار المُحْدقة بعث أمير منطقة الرياض في كلمته -وفقه الله- الطمأنينة والتفاؤل الكبير بأنَّ القيادة الحكيمة -أيّدها الله- والجهات المسؤولة عن مواجهة هذه الآفة المدمرة لازالت تتصدى لخطر المخدرات.
فقال سموه: «بلادنا تواجه حرباً ضروساً مع آفة كبيرة، هي آفة المخدرات، الموجهة والمسلّطة على هذه البلاد، خاصة صغار السن، ولكن بفضل من الله استطاعت قيادتنا الرشيدة التصدي لهذه الآفة الخطيرة بدعم وتوجيه واهتمام من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وسمو وزير الداخلية». وقال أيضاً: «... القرارات الحكيمة بشأن متعاطي ومهربي المخدرات، التي أصدرتها قيادتنا ضمن محاربة هذا الداء، ساهمت - والحمد لله - في الحد منها بشكل كبير».
وفي ثنايا الكلمة حيَّا ورحَّب برجال الإدارة العامة لمكافحة المخدرات الذين كانوا من بين الحضور معرباً عن فخره واعتزازه وزهوه بهم -ونحن كذلك أيها الأمير- مشيداً بما حقّقه هذا الجهاز من إنجازات تصدتْ لهذه الآفة. فقال سموه: «إذ يوجد بيننا العميد سعود بن راشد العصيمي مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بمنطقة الرياض وعدد من زملائه من منسوبي الإدارة».
ثم طالب أمير منطقة الرياض الجميع بالتصدي لها وحماية أبناء هذه الوطن الغالي من شرورها فقال: «... إننا مطالبون جميعاً بأن نقف صفاً واحداً في وجه هذه الآفة والمروجين لها حفاظاً على ديننا ثم وطننا ومواطنينا».
وجاء مِنْ بين كلمته ما يُكرِّرُه أمير منطقة الرياض دائماً ويؤكِّد عليه: وهو منهج هذا الوطن الذي استمدَّ عُمْق تاريخه وصلابة كيانه، وأصالة نهجه وأهدافه من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فقال يحفظه الله: «إنَّنا نعيش تحت ظلال شريعتنا السمحة، شريعة الخير والبركة من كتاب الله وسنة رسوله».
نَعَمْ.. أيها الأمير، فكلُّ أبناء هذا الوطن لهم رسالة عبر القيم السمحة لشريعتنا السمحة يشكِّلون بها لوحة الدين والوطن بالتصدي لهذه الآفة الخطيرة، بل من الواجب تعاون كل فرد يعيش الأمن والكرامة والعزة والرخاء على هذه الأرض الطاهرة أن يتعاون مع رجال المكافحة في سبيل الحد من تهريب وترويج المخدرات واستغلال جميع القنوات الإعلامية والتعليمية المتاحة لإيصال المعلومة الصحيحة والصادقة عن المخدرات إلى الشباب وإيجاد البرامج المبتكرة لتوعية الطلاب والطالبات بأضرار المخدرات في كل مدرسة ومعهد وكلية وجامعة.
وهكذا يُجدِّد أمير منطقة الرياض -رعاه الله- قيمة الدين وروعة الإحساس بالمواطنة عبر حرصه على محاربة المخدرات ومتابعة سموه هذه القضية التي تمسُّ كل مواطن دون استثناء عبر أحاديث مجلسه العامر؛ لنكون خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ويكونَ وطننا وطناً بلا مخدرات بإذنه سبحانه وتعالى.
فهنيئاً لنا بهذا الأمير المفضال ؛ فمنذ توليه إمارة منطقة الرياض ـ سدَّد الله خُطاه ـ وهو يسير بخطى ثابتة نحو الإنجاز والطموح وتحقيق الأهداف وتحديد السبل التي تؤدي إلى رعاية الخير والمواجهة الفاعلة لكل شر بمعاونة سمو نائبه وفقهم الله.
نسأل الله أنْ يُبارك في الجهود، وأن يكبت المفسدين، وأن يحمي بلادنا من كل سوء وفساد. وأن يوفِّق أمير الرياض وسمو نائبه وجميع العاملين المخلصين في هذا الوطن لكل خير وصلاح ورفعة.