قد يستغرب البعض كيف تأتي كلمة وباء مع التدخين فقد ارتبط الوباء لدى العامة مع الحالات الفيروسية أو البكتيرية مع أن التدخين - حسب منظمة الصحة العالمية - يودي عالمياً بحياة ما يقرب من 6 ملايين شخص سنوياً، منهم أكثر من 000 600 شخص من غير المدخنين الذين يموتون بسبب استنشاق الدخان بشكل غير مباشر. وإن لم نتخذ التدابير اللازمة فسيزهق هذا الوباء أرواح أكثر من 8 ملايين شخص سنوياً حتى عام 2030.
إذا دققت في الموضوع لوجد ت أن وباء التدخين من الخطورة بمكان يجعله ينافس وباء الكورونا وقد يتفوق عليه، كما أنه شرس قد يعتدي على الكثير من أجهزة الإنسان ويشبه الكثير من الأوبئة الفيروسية حيث يتخذ الجهاز التنفسي مقرا لانطلاقته ويستخدم الوسائل الآتية لانتشاره:
1- لا يبدي أعراضاً في بداية الموضوع تجعل الشخص يطلب المساعدة أو يسأل عن التطعيم كما هو الحال في الأوبئة الفيروسية كأنفلونزا الخنازير ولكن يأخذ ضحاياه ببطء وبطرق غير مباشرة وينتظر عليهم حتى تضعف قواهم أو يصابوا بمرض آخر فيهاجمهم بدون أن يدروا بعد أن استخدمهم سنين عديدة، كما أنه وباء مخادع فهو يجرهم إلى تعاملات معه طويلة، قد تبدو آمنة في البدايات الأولى مما يجعل الشخص يكمل المزيد من شراء السجاير.
2-إنه ليس لديه أعراض حادة تلفت النظر إليه فلا حرارة ولا سعال ولا تعب شديدا ولا توابع في الأعراض أو تسارع.
3- إنه يمكن تعاطيه بسرية تامة فترة طويلة بدون أن يلاحظ أحد خاصة إذا أخفى الشخص الآثار مع أن المسح العالمي لإقليم الشرق الأوسط أوضح أن 15%من الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 إلى 15 عاماً في الإقليم يملكون شيئاً عليه شعار إحدى شركات التبغ أو العلامات الأخرى للسجائر.
4- إنه قد يرتبط عادة مع عادة أخرى غير ضارة أو محببة للنفس كشرب القهوة مما يجعل وجوده أقل رفضاً أو ممكنا تأجيله.
5- بعضهم يستخدمه وقتاً للسرور ولا يظن أنه يقتل مع أن منظمة الصحة العالمية تقول: إنّ التدخين يقتل شخصاً في مكان ما من العالم كل ستّ ثوان ونصف، وذلك بسبب التدخين المباشر، أو التدخين السلبي عبر مرافقة المدخنين. ووفقاً للوائح البيانات الحديثة فإن التدخين يعدّ مسؤولاً عن مقتل واحد من بين خمسة أشخاص يعانون من السرطان.
6- إن عادة التدخين عادة آسرة فالمدخن وإذا فرح أخذ سيجارة وإذا غضب أطفأ غضبه بتناول سيجارة وإذا أراد أن يتكاسل لفترة تعلل بأخذ سيجارة وأنه لا يريد أن يضايق زملاءه في المكتب! وإذا رغب في الإنجاز تناول المزيد من السجاير، فالسيجارة تسيطر عليه وتحاصره في كل الأوقات.
7- إن المدخن قد يغش نفسه بإقناع نفسه بأنه يدخن نظراً لظروف الحياة الصعبة والضغوط التي يمر بها وأنه معذور في هذا!
أشارت الكلية الملكية البريطانية في عام ألفٍ وتسعمائة وسبعةٍ وسبعين إلى أن كمية المواد السامة في سيجارة واحدة لو أعطيت في الوريد مباشرةً، لقتلت إنساناً في أوج صحَّته.
إن مشكلة التدخين أنّها قد تقود إلى إدمان مواد أخرى، ونحن نتحدث عن الوباء قد يمر بذهنك وباء الأنفلونزا الموسمية التي على المستوى العالم، تسببت في ثلاثة إلى خمسة ملايين حالة مرضية شديدة والذي أصبح التدخين يزيد عليها كما أوضحت في بداية المقال مع أنّ الأنفلونزا قد تأتي إليك بينما التدخين أنت تذهب إليه بمحض إرادتك.
هل أدركت معي عزيزي القارئ أن التدخين وباء يجب مكافحته والإقلاع عنه فوراً.