كل فتاة تحلم باليوم الذي تتوج فيه على عرشها كملكة ودخولها مملكتها الخاصة تحت مسمى عش الزوجية الذي هو أول لبنة لبناء المجتمع.
على الرغم من أن هذا الحلم يسكن قلب كل فتاة إلا أن هنالك آفة أصبحت تهدد كيان المجتمعات العربية ألا وهي العنوسة.. هذه الصفة التي تستبطن السلبية وهي نقطة تستدعي الوقوف عندها فأردت أن ألفت العناية بهذا الآمر بشكل أكبر.
وفي العرف العانس هي الفتاة التي يطول مكثها في بيت أهلها دون زواج حتى خروجها من عداد الأبكار، وهذا يعتبر تعبيراً أو مصطلحا متعارفا عليه باختلاف المجتمعات،وقت تبدو هذه الظاهرة للوهلة الأولى مشكلة فردية ومسألة شخصية ولكن الواقع يعكس لنا ذلك حيث إن الفرد ركيزة أساسية لبناء المجتمع كما أشير إلى أنه لا توجد سن محددة نستطيع أن نصف فيها الفتاة بأنها عانس، وذلك يعود إلى اختلاف العادات والتقاليد والثقافات من مجتمع لآخر رغم أن هنالك شبه اتفاق على أن بلوغ الخامسة والثلاثين للفتاة يعني دخولها المؤكد في هذه المرحلة، بل توغلها فيها، وأرى أن الواقع لا يتماشى مع ذلك ولكن الأمر يعني احتمالات عدم زواجها هي الاحتمالات الأرجح بعد هذه السن.
فلتعلمي أختي أن الزواج قسمة ونصيب كما قيل وهو خاضع لمشيئة الله وقدره وأن الله عز وجل من صفاته الحكمة والعدل والرحمة وأنه لا يريد لعباده إلا الخير الذي يمكنهم من إعمار الأرض وفق مرضاته تعالى وما علينا إلا الرضا بقضاء الله وقدره وعدم اليأس من رحمته ولبلوغك هذا الإحساس الإيماني العظيم أوصيك بتقوى الله حق تقاته والتسليم بأنه هو الذي (أضحك وأبكي) وهو الذي بيده الخير عاجله وآجله.
وإن كنت ممن يفضلن التعليم والارتقاء في مدارجه فاعلمي أن الزواج إكمال لدينك وهو كما أثبتت التجارب لا يحول بينك وبين مواصلة التعليم إذ من الممكن أن تواصلي تعليمك من بيت الزوجية وتحافظي على دينك بالاستقرار النفسي والمادي.
وسائل الإعلام كذلك لها دور في إعداد ما يشجع على الزواج وإبراز فضائله مع التركيز على الزواج المبكر كل ما كانت المصلحة فيه كبيرة وضرره أقل، ثم إن هنالك جوانب مرتبطة بالشباب من جهة المبادرة والإقبال على الزواج فلقد تكفل الله تعالى بإعانة الشباب العازمين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-»(ثلاثة حق على الله عونهم.. المجاهد في سبيل الله والمكاتب الذي يريد الأداء والناكح الذي يريد العفاف).
إن مشكلة غلاة المهور ليس فيها مصلحة لكلا الطرفين فهذه النقطة ترتبط ارتباطا وثيقا بعضل الفتاة وتأخير زواجها كما حذر الإسلام من رد الشاب الكفء لأي سبب حتى لا يكون في رده فتنة تصيب الفتاة كانحرافها أو ضلالها، وبالتالي وقوعها تحت مسمى العنوسة.
وأقول أخيراً أختي توكلي على الله خالقك وأحسني الظن به واسأليه أن يجعل ما يكتبه لك ويقدره عليك من صفات شريكك خيرا مما تظنين وترغبين.