سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد في جريدة الجزيرة بتاريخ السبت (5) محرم 1435هـ أن وزارة الشؤون الاجتماعية تدرس ضعف الإقبال على برامج الضمان الاجتماعي؛ إذ وقعت اتفاقية مع معهد الملك عبدالله للبحوث والدراسات الاستشارية لتنفيذ دراسة حول ضعف الإقبال على برامج الدعم والمساندة التي يقدمها الضمان الاجتماعي، مثل برنامج تسديد جزء من فواتير الكهرباء وبرنامج المساعدة بتقديم الحقيبة المدرسية والزي المدرسي.. إلخ.
وكما هو معلوم، اهتمت الدولة - أعزها الله - بالأرامل والمسنين وذوي الظروف الخاصة، ويقوم الضمان الاجتماعي بوزارة الشؤون الاجتماعية بتقديم المبالغ المخصصة للشمولية برعاية الضمان الاجتماعي بالمليارات، كما تقدم لهم حزمة من البرامج الأخرى، منها تسديد الفواتير الخاصة بالكهرباء وبرنامج الحقيبة المدرسية والزي المدرسي.. إلا أن المستفيدين من الضمان الاجتماعي لا يهتمون بهذه البرامج الإضافية، التي تهدف إلى تشجيع الآباء والأمهات على أن يعلموا أبناءهم وبناتهم في المدارس الحكومية، والاستفادة من منحة تسديد فواتير الكهرباء والزي المدرسي والحقيبة المدرسية.
ومع تقديرنا للدراسة إلا أن الأمر يحتاج إلى التوعية والترغيب، ويمكن أن تكون التوعية عن طريق كتيبات أو نشرات تُعطَى للمستفيد عند استلامه مبلغ الضمان الاجتماعي، أو عند مراجعته لطلب مساعدة في الحالات المستجدة، أو لطلب معاش من الضمان الاجتماعي، وأيضاً عن طريق الصحف والتلفاز والإذاعة.
كما يمكن الربط بين صرف معاش الضمان والبرامج الأخرى، مع التوعية المستمرة بأن هذه البرامج هي جزء لا يتجزأ من معاش الضمان، وأن عدم إدخال أولادهم وبناتهم المدارس قد يؤثر في صرف المعاش الخاص بهؤلاء الأولاد والبنات والاستفادة من البرامج المساندة الأخرى.
وهذه التوعية تكون في شكل دليل أو نشرة تُعطى للمستفيد من الضمان الاجتماعي؛ لكي يقرأها له أحد أبنائه أو بناته، أو على شكل شريط كاسيت أو برنامج تلفزيوني يوضح أهمية الحقيبة المدرسية وتسديد فواتير الكهرباء والزي المدرسي؛ حتى يكون هناك إقبال على هذه البرامج المساندة لمعاشات ومساعدات المستفيدين رجالاً ونساء.
ويمكن ربط جزء من المعاش بتقديم ما يثبت أن الأولاد والبنات المستفيدين من معاش الضمان الاجتماعي يدرسون في المدارس الحكومية؛ وبالتالي يستفيدون من البرامج الأخرى للضمان الاجتماعي.
كما يمكن عمل برامج أكثر إثارة للإقبال على برامج الضمان الاجتماعي من قِبل الأسر؛ لإشراك أولادهم وبناتهم في رحلات مجانية، تطوف داخل المدن، وعمل دروس تقوية تقدم للمستفيدين من الصغار الذين يدرسون بالمدارس الحكومية.
هذه البرامج الإضافية سوف تجذب - بلا شك - الآباء والأمهات للاستفادة من هذه البرامج، وإذا اقتنع الآباء والأمهات بضرورة هذه البرامج فهم بالتأكيد سوف يحتاجون لهذه البرامج المساندة من أجل الاستفادة من هذه الخدمات، فالاقتناع كبير عن طريق الوسائل المسموعة والمرئية والمقروءة.
ولا شك أن هناك وسائل جذب أخرى يجب التفكير فيها واستخدامها للعمل على ترغيب الآباء والأمهات في الاستفادة من هذه البرامج، ونأمل أن تصل الدراسة المعلنة إلى تلك الوسائل المستحدثة، وتؤتي ثمارها.