أدت الأمطار الغزيرة التي تشهدها منطقة الجوف منذ يوم أمس إلى تشكّل بحيرات في وسط مدينة سكاكا في شارع العرب وطريق الحزام وفي قارا التي هطلت عليها كميات كبيرة من البرد تفوق بحجمها «كرت التنس» أدت إلى تضرر أعداد كبيرة من السيَّارات وأبواب ونوافذ المنازل الزجاجية كما أدت الأمطار الغزيرة والمنقولة التي هطلت على المنطقة إلى جريان الأودية والشعاب حيث حاصرت المياه عددًا من القرى والمراكز شمال مدينة سكاكا.
وففي صوير تسببت الأمطار في قطع الطريق العام المؤدي إلى المدينة و»ميلان» عدد من أعمدة كهرباء الضغط العالي جعلت من فرق الكهرباء تتواجد في الموقع لإجراء عملية تثبيت مؤقته للأعمدة، إِذْ تحوَّلت الأمطار المستمرة حتَّى كتابة هذا التقرير دون معالجة الوضع بشكل نهائي.
وصرح لـ(الجزيرة) مدير كهرباء منطقة الجوف المهندس عدنان العبدلي بأن أربع فرق من المقاولين وأربع فرق أخرى من الشركة تساند خط التيار الكهربائي بصوير، كما سيتم تسيير كيابل أرضيَّة لحين نقل مواقع أعمدة الكهرباء عن مجرى السيول الحالي.
في هذه الأثناء قامت «الجزيرة» بمرافقة رئيس بلدية صوير المهندس عودة العنزي خلال الجولة الميدانية للوقوف على مشروعات تصريف السيول التي نفذتها البلدية مؤخرًا والتي ساهمت بشكل كبير في تخفيف الأضرار المتوقعة جراء اندفاع الأودية والشعاب على المركز حيث نقلت مشروعات درء السيول في كلِّ من شعيب القهيوية وشعيب ظهرت الباعجة الذي يمر بجوار المستشفى العام كميات كبيرة من المياه دون حدوث مشكلات إلا أن عددًا من المواطنين في مواقع أخرى في مركز صوير وهديب وزلوم اضطروا لترك منازلهم مخافة مداهمة السيول لمواقعهم المنخفضة أو الواقعة بالقرب من مجرى الشعاب حيث حاصر عدد من المواطنين رئيس البلدية «العنزي» أثناء وقوفه ليلة البارحة على السد الترابي الذي تَمَّ إنشاؤه مؤخرًا مما تسبب في تشكيل بحيرة ضخمة من الجهة الشماليَّة من صوير مقابل مجمع مدارس البنات التي علقت فيها مديرة المدرسة الدراسة وذلك للمخاوف الكبيرة المتوقعة من انهيار السد الترابي الذي بلغت فيه كميات الأمطار إلى حد الانفجار بعد أن شهد تسربات عديدة من تحت المجرى وهو ما حدث فعلاً إِذْ أدَّى انفجار السد اليوم إلى دخول المياه للمنازل الواقعة على طريق السد كما نقل كميات كبيرة من الأحجار والأتربة الطينية لداخل المنازل تسببت في أضرار كبيرة للمواطنين.
الجدير بالذكر أن العنزي وجّه إلى التعامل الفوري مع الوضع بتوجيه آليات ومعدات البلدية لشفط وتصريف الكميات المتشكلة من المياه وتعديله إلى مسار آخر إلا أن كمية الأمطار الغزيرة لليوم الثاني ساهمت في تآكل السد الترابي وقال العنزي لـ(الجزيرة): إن هذا الموقع سيتم إدراجه حالاً مع ميزانية السنة الحالية من مشروعات درء السيول.
من جانبه أصدر مدير التَّعليم الأستاذ مطر الزهراني تعليق الدراسة ليوم الاثنين إلا أن عددًا كبيرًا من الميدان التربوي وصف القرار بالمتأخر لكونه جاء متأخرًا بعد عشر دقائق من بدء الحصة الأولى وبحسب بيان مدير الإعلام التربوي عبد العزيز النبط أن القراء جاء بناءً على تقارير الأرصاد الأخيرة الذي وضع المنطقة في حالة التنبيه المتقدم وهو ما أتى قبل بداية اليوم الدراسي بقليل، حيث أشارت إلى أن المنطقة ستشهد أمطارًا غزيرة أمس.
في ذات السياق، نوّه الناطق الإعلامي بإدارة الدفاع المدني بمنطقة الجوف المقدم عطاالله بن قاران الرويلي بأنَّه من المتوقع بمشيئة الله تعالى وجود حالة عدم استقرار في الأجواء بمنطقة الجوف حتَّى الساعة الحادية عشرة من مساء يوم الأربعاء، تبدأ برياح نشطة مثيرة للأتربة والغبار تحد من مدى الرؤية الأفقية، مع هطول أمطار متوسطة إلى غزيرة. يلي ذلك انخفاض في درجات الحرارة من مساء يوم الأربعاء.
وأكَّد الرويلي على ضرورة التقيد بتعليمات وإرشادات الدفاع المدني التي من أهمها عدم التنزه والتواجد بمجاري السيول والأماكن المنخفضة.
وأوضح الرويلي لـ(الجزيرة) أن عددًا من فرق الدفاع المدني منذ ليلة البارحة شاركت بالإضافة إلى البلدية في تصريف المياه من عدد من المنازل المحاصرة بصوير وهديب التي لم تشهد ولله الحمد أيّ خسائر بشرية.