ولد في قرية طفل غريب بعين واحدة فقط جاءت في نصف وجهه، حاول والداه إدخاله المدرسة وقبلت المديرة بكل صعوبة ولكن الطفل لم يستطع العيش فيها مع كم السخرية وكم الاستهزاء الذي تلقاه من زملائه.
أخرجه والده من المدرسة وعلمه مهنة النجارة، وهناك كان يعمل في المشغل ولا يراه أحد وكان والده يتكفل بمسألة التعامل مع الزبائن.. ولكن عند وفاة والده لم يعد هناك زبائن فاضطر لبيع المحل والجلوس في البيت لمحاولة الإنفاق من هذا المال حتى توافيه المنية.
وفي يوم من الأيام اشترى أحدهم بيتاً مجاوراً لبيت هذا الرجل الغريب ذي العين الواحدة، فجلس إلى النافذة ينظر إلى من ينزل من السيارة فكانوا جميعهم طبيعيين باستثناء شاب لون وجهه أخضر بشكل ملفت للغاية... فكانت مشاعر غريبة لدى هذا الفريد من نوعه، حيث شعر بالقلق من وجود جار غريب اللون إلى جانب بيته.
في اليوم التالي من قدوم الجيران الجدد جاء هذا الأخضر إلى بيت الفريد الوحيد وبعد أن علم عبر أهله الذين علموا من أهل المنطقة بوجود صاحب العين الواحدة فطرق الباب، ليفتح له مباشرة ويقول له «ماذا تريد؟»
فأجابه الشاب الأخضر: جئت لأكون صديقك فأنا غريب المنظر مثلك!
فرد صاحب العين الواحدة بشكل مفاجئ: ها!.. أتريدني أن أصادق شخصاً غريب اللون مثلك!»
عاد الشاب الأخضر مطأطئ رأسه حزيناً يمشي ببطء إلى بيت أهله، فحتى الغريب الآخر لم يستطع أن يستوعب غرابته وبقي الغريبان وحيدين حتى وافتهما المنية بلا أصدقاء.
«كثيرا نرفض الناس لعيوب فيهم ونحن فينا من العيوب ما يجعل العالم يرفضنا، لكن العالم استوعبنا ونحن لا نستوعب الآخرين!».