السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فأشير إلى ما نُشر في صحيفتكم العدد (15009) بعنوان: (فعل الخيرات عن طريق البقالات!!) للكاتب الأخ سلمان بن محمد العُمريِ الذي قدم مقترحاً إنسانياً جميلاً راقياً في آليته وتنفيذه حثّ من خلاله إخوانه المسلمين في هذا البلد إلى بذل الصدقة الكريمة التي لا يصحبها منّ ولا أذى ولا يعلمها أحد من الخلق ولا يشرك فيها الفرد إلا نفسه فترتقي روحه إلى ذات النبل والكرم. قد نرى في ذاتنا الخير الكبير والتوق إلى عمل إنساني ولكننا لا نفطن إلى مشاعر الحزن التي يخجل الفقير من إظهارها ولسان حاله يقول (دعني بفقري ولا تؤذيني)، نبه أيضاً في مقاله لأهمية مراعاة مشاعر الفقراء فعلاً لا بد من الاهتمام بإحساسهم وخجلهم من عوزهم قبل الاهتمام بحاجتهم فليس من الضرورة بمكان الإلحاح على تصويرهم وتوثيق زيارتهم ونشر أسمائهم!
مَنْ مثل عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - وأين لنا بعمر في هذا الزمان!! يمشي خفية في الطرقات بجنح الليل ويبحث عن المعوزين ويعمل على قضاء حاجاتهم وامتلأ قلبه بالرحمة والبذل والعطاء بدون إذلال، نرى بعض السلوكيات لإخواننا ونهيب بهم عدم الإتيان على مثل هذا العمل ألا وهو المضي بين الفقراء والإشهار بذلك وإعطائهم الشيء القليل الذي يحتاجونه ثم تضخيم الأمر حتى يبدو وكأنهم أسكنوهم وأعالوهم لمدى حياتهم!!