بغض النظر عن الخسارة التي مُني بها الفريق الهلالي البارحة من نده التقليدي النصر ومعها فقد صدارة ترتيب فرق الدوري، فإن ما يقدمه خط الدفاع الهلالي وحارس مرماه لا يرتقي لاسم وسمعة وتاريخ الهلال, بل هو عبث وهزّ لصورة الفريق وخدش لمستوياته هذا الموسم.
مستوى هزيل.. أخطاء بدائية قاتلة.. ارتباك.. رعونة.. سوء تصرف.. تمريرات خاطئة.. وخلفهم حارس ربما يصلح لأي شيء إلا أن يكون حاميا للعرين, وعرين من؟ عرين الهلال زعيم البطولات وصديق المنصات.
فهذا الحارس يقتل الفريق بخروجه الخاطئ واندفاعه غير المبرر وبروده وعدم قراءته للكرات القادمة إليه, ولعل الهدفين اللذين هزا شباك فريقه لأكبر دليل على ذلك, ففي الهدف الأول لم يحسن الخروج لاستقبال الكرة القادمة إليه أصلا من خطأ آخر ارتكبه زميله يحيى المسلم, أما في الهدف الثاني الذي أتى من ركلة جزاء فقد كان خروجه أيضا غير موقوت وهو يواجه جيزاوي النصر، فعرقله برعونة واندفاع غير مبررين في وقت قاتل جدا مما تسبب في خسارة فريقه.
ربما لأول مرة منذ سنوات تهتز شباك الهلال بـ11 هدفا خلال 10 مباريات فقط (أي أن الأهداف التي هزت الشباك الزرقاء أكثر من عدد المباريات الملعوبة), وهذا يؤكد وجود خلل كبير في الخط الخلفي للفريق وينذر بكارثة أكبر مع تتالي المباريات, وتوالي المنافسات والمسابقات.
من وجهة نظري الشخصية أرى أن مدرب الفريق الكابتن سامي الجابر يتحمل جزءا كبيرا مما يحدث في الخطوط الخلفية لفريقه, بإصراره على إشراك السديري حارسا أساسيا رغم وجود فايز السبيعي الأكثر خبرة, وكذلك بإصراره على «قتل» موهبة ياسر الشهراني بإشراكه ظهيرا أيمن، رغم أنه عرف عنه تألقه وإبداعه في الجهة اليسرى, وكذلك عدم ثباته على من يلعب بجوار الكوري هوان، إذ بدأ بماجد المرشدي ثم اعتمد على يحيى المسلم, وكذلك إشراكه للاعب «الوسط» سالم الفرج في مركز الظهير الأيسر، متجاهلا تماما الاستفادة من بعض العناصر البارزة في الفريق الأولمبي، خصوصا الظهير الأيمن محمد البريك ومتوسط الدفاع سلطان الدعيع والظهير الأيسر عبدالله الشامخ, أو البحث عن مدافعين أفضل من الأندية الأخرى في فترة الاحتراف الشتوية التي اقتربت من فتح أبوابها.
باختصار.. ما يقدمه الهجوم الهلالي الأقوى بين فرق الدوري يفسده وبسهولة الدفاع الهش الذي بات قرار إعادة النظر فيه «فنيا» أمرا مُلحا ومطلبا ضروريا لأنصار الفريق الذين بحت أصواتهم وهم يطالبون الإدارة والجهاز الفني بإيجاد حلول عاجلة له, وإن لم يحدث ذلك بشكل جدي فإن «المنصات» ستفقد صديقها الدائم!!