القاهرة - سجى عارف:
اختتم في قاعدة البحر الأحمر بمدينة سفاجا المصرية التدريب المشترك (مرجان 14) بين القوات البحرية الملكية السعودية والبحرية المصرية، بحضور قائد القوات البحرية الملكية السعودية معالي الفريق الركن دخيل الله بن أحمد الوقداني وقائد القوات البحرية المصرية معالي الفريق أسامة أحمد الجندي. وقد اطلع القائدان على إيجاز كامل عن التدريب وما تم إنجازه، ثم أُجريت في التدريب عمليات متعددة بين القوتين الشقيقتين، شملت السفن والطائرات ووحدات الأمن البحري الخاصة. وقال الناطق العسكري الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية العقيد أركان حرب أحمد علي في بيان صحفي أمس الخميس: إن المناورة التي استمرت أياماً عدة بالمياه الإقليمية المصرية تضمنت تنفيذ العديد من الأنشطة التدريبية المشتركة لتأمين نطاق حوض البحر الأحمر وحركة النقل البحري والأهداف الاقتصادية في البحر وعلى الساحل، من خلال التدريب على تخطيط وإدارة أعمال هجومية ودفاعية مشتركة بالتعاون مع القوات الجوية وتدريب القوات على أعمال الاعتراض البحري، والتصدي لمخاطر العائمات السريعة التي تعترض السفن التجارية والوحدات البحرية أثناء الإبحار في الممرات والخطوط الملاحية؛ إذ قامت إحدى القطع البحرية بالتصدي لهجوم عدد من العائمات السريعة المعادية لأغراض القرصنة، أو القيام بأعمال تخريبية والاشتباك معها، وقام التشكيل البحري للقوات المشاركة برصد وتتبع الأهداف الجوية المعادية بواسطة الرادارات ومستشعرات السفن، والتصدي للهجوم الجوي المعادي باستخدام الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات ومنظومة الدفاع الجوي قريب المدى ضد الصواريخ بكل سفينة، كما تضمنت المناورة البحرية التدريب على أعمال الإمداد والتزود بالوقود أثناء الإبحار وقيام الوحدات البحرية باعتراض إحدى السفن المشتبه بنقلها بعض البضائع المهربة والمواد غير القانونية وإنزال مجموعات من الصاعقة البحرية من الجانبين بواسطة الطائرات الهليكوبتر والقوارب السريعة لاقتحام السفينة وتنفيذ إجراءات حق الزيارة والتفتيش واقتيادها إلى أقرب ميناء لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالها. وإضافة إلى تدريب الوحدات الخاصة من الجانبين على مهاجمة وتأمين الأهداف الساحلية، وتنظيم الكمائن والإغارات الناجحة ضد الأهداف المعادية، قامت إحدى الوحدات البحرية تعاونها طائرات الهل بتنفيذ مهام البحث عن الغواصات المعادية وتدميرهـــا، التي تُعد من أصعب العميات البحرية نظراً لطبيعة عمل الغواصات وما تمتاز به من سرية وقدرة على التخفي؛ إذ أقلعت طائرتا هليكوبتر مصرية وسعودية من سطح إحدى الفرقاطات لتحديد موقع الغواصة المكتشفة باستخدام السونار وإطلاق طوربيد من الطائرة على الصدى المكتشف، وقامت إحدى المدمرات بإطلاق طوربيد على الغواصة المعادية، كما تم تنفيذ رمايات المدفعية سطح - سطح بالأعيرة المختلفة، وإطلاق صاروخ سطح - سطح لصد وتدمير الأهداف والوحدات البحرية المعادية، وقد أظهر مدى الدقة في إصابة الأهداف والتعامل معها بكفاءة عالية.
ومن جانبه قال قائد القوات البحرية الملكية السعودية الفريق الركن دخيل الله بن أحمد الوقداني في تصريح صحفي عقب الاختتام: إن تدريب (مرجان 14) يأتي ضمن سلسلة التدريبات المختلطة التي تنفذها قواتنا البحرية مع بحريات الدول الشقيقة والصديقة، مشيراً إلى أن التدريب يتم تنفيذه بالتبادل في البحار الإقليمية للمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية الشقيقة على ضفتي البحر الأحمر، هذا الشريان البحري المهم الذي تمتلك المملكة ومصر أطول السواحل عليه. وأفاد بأن التمرين يهدف إلى رفع الجاهزية القتالية وتبادل الخبرات واكتساب المهارات القتالية من خلال الدقة في التخطيط والاحترافية في التنفيذ والقدرة على ممارسة إجراءات القيادة والسيطرة على الوحدات المختلفة في مسرح العمليات، بما يعكس المستوى المتميز لمنسوبي قواتنا البحرية وما وصلت إليه من كفاءة واحترافية بفضل الله، ثم بما يلقون من رعاية واهتمام من قيادتي البلدين الشقيقين.
وتأتي المناورة البحرية (مرجان 14) في إطار العلاقات الأخوية التي تربط المملكة ومصر استمراراً لدعم علاقات التعاون في المجالات كافة، خاصة المجال العسكري بين القوات المسلحة لكلا البلدين، لدعم ركائز الأمن والاستقرار بالمنطقة، والمحافظة على أمن وسلامة البحر الحمر ضد أي تهديدات باعتباره ممراً دولياً مهماً للاقتصاد العالمي.
الجدير بالذكر أنه تم تنفيذ أول تدريب (لمرجان) عام 1995 بالمملكة العربية السعودية، وتم تنفيذ (14) تدريباً مشتركاً لمرجان حتى الآن.