هي ظاهرة الأسبوع الماضي في كرة القدم الأوروبية بعد أن خسر برشلونة الإسباني المتأثر بالكثير من الغيابات نتيجة للإصابات أمام مضيفه نادي أياكس أمستردام الهولندي ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا بنتيجة (2-1) في مواجهة رافقها الكثير من الأخطاء والتقصير في الأداء من قبل لاعبي البلوجرانا.
مدرب برشلونة السيد «تاتا مارتينو» (الذي قال إنه يشعر بالمرارة بعد الخسارة) انتقد تحركات لاعبيه بدون كرة، وانتقد أيضاً غياب دقة التمرير التي تميز بها الفريق الكاتالوني خلال ما مضى من منافسات الموسم الكروي، وحذر المدرب الأرجنتيني لاعبيه من الخروج المبكر في الأدوار النهائية، عندما أشار إلى أن عدم التركيز وتفادي الأخطاء سيقودهم إلى المغادرة في دور الستة عشر أو الدور ربع النهائي من دوري الأبطال، خاصة أن برشلونة أحد أقوى المرشحين للفوز باللقب الأوروبي مع عدد من المنافسين.
حقق برشلونة في بطولة الدوري الإسباني ثلاثة عشر انتصاراً، وتعادلاً واحداً، وبسجل خال من الخسائر حتى الآن، إضافة إلى تحقيقه لثلاثة انتصارات وتعادل وحيد وخسارة واحدة في دوري أبطال أوروبا، وهو سجل مميز.. بل إنه الأفضل حتى الآن في تاريخ النادي منذ بداية الموسم مما دفع بالنقاد والخبراء لوضع الفريق الكاتالوني ليكون واحداً من أقوى المرشحين لتحقيق لقب بطولة الدوري وكذلك اللقب الأوروبي.
ويرى البعض أن بقاء برشلونة على قمة الهرم محلياً وقارياً مرتبط كلياً بتواجد نجمه المبدع ليونيل ميسي الغائب هذه الأيام بسبب الإصابة مع عدد من نجوم الفريق يتقدمهم القائد تشافي هيرنانديز، وألفيس، والحارس الأساسي فيكتور فالديز، إلا أن القريبين من البلوجرانا يرون أن القوة الحقيقة للفريق تمكن في تماسك وقوة أداء المجموعة، وهي الفلسفة الكروية المعروفة لدى الفريق الكاتالوني وإدارته ولاعبيه وخبرائه ومدارسه الكروية على مدار تاريخه الطويل.
محطة «آر.إيه.سي» الإذاعية لم تتحدث عن الغيابات التي عانى منها الفريق كأسباب لخسارته وإنما ركزت جُل نقاشها حول أداء المجموعة الضعيف كسبب رئيسي للسقوط أمام شبان أياكس حينما ذكرت أن: «برشلونة لن يتمكن من التتويج باللقب الأوروبي إذا لعب بهذا الأداء السيئ».
في إشارة واضحة إلى الفلسفة التي يطبقها البلوجرانا على لاعبيه منذ التحاقهم بالمدارس وأن الأداء لا يتوقف بتاتاً على الأسماء وإنما على قوة وترابط وتركيز المجموعة.
قناة «تي.في3» الإسبانية فصلت هي الأخرى الداء الذي عانى منه برشلونة في مواجهة أياكس حينما ذكرت: «برشلونة لم يتمكن من التسجيل في مرمى الفريق الهولندي الذي لعب بمجموعة كبيرة من الشبان وفي ظل نقص عددي بواقع عشرة لاعبين خلال 40 دقيقة».
وقارنت القناة التلفزيونية بين غيابات برشلونة وأياكس ومنحت الأفضلية لبرشلونة ليفرض هيمنته ويؤدي بشكل أفضل في ظل تواضع خبرة أطفال أياكس كما وصفتهم بعض الصحف الأوروبية إلا أن ذلك لم يحدث نتيجة للتراخي والأخطاء من قبل الفريق الكاتالوني.
انتقادات عدة رافقت الخسارة الأولى لبرشلونة خلال الموسم الحالي من قبل الكثير من وسائل الإعلام الإسبانية، رغم أنها جاءت في ظل معاناة الفريق الكاتالوني من الغيابات والإصابات وكذلك الإرهاق، وأثبتت تلك الانتقادات بالفعل أن برشلونة فريق كبير يصعب على محبي كرة القدم العالمية مشاهدته يخسر (خاصة في دوري الأبطال) ومن فرق تقل عنه فنياً ومهارياً وكذلك ذهنياً من حيث الخبرة.
في عالم كرة القدم لا يوجد فريق لا يخسر، فالخسارة واردة في كل مباراة يخوضها أي فريق إلا أن النقد كان موجهاً إلى هبوط المستوى وعدم تقديم المستوى المرتقب، واعترف فابريجاس عبر صحيفة الماركا الإسبانية بأخطاء فريقه وقال: «نستحق الخسارة أمام أياكس، لم نقدم مستوانا المعروف». ولم يخفِ المدافع بيكيه صراحته المعهودة حينما قال: «لعبنا بشكل كارثي ولا يوجد أي أعذار». فالنقد هنا وجه إلى الأداء البرشلوني الباهت وليس إلى الخسارة غير المتوقعة.