كثيرون كتبوا عن العمل التطوعي الاجتماعي من عدة اوجه لكنهم قلة الذين تحدثوا عن واقع تجربتهم الشخصية ومدى تأثير ذلك عليهم وعلى نمط حياتهم وما أحدثه العمل التطوعي عليهم من تغيير في نفسياتهم وسلوكياتهم.
وفي تجربتي الشخصية مع العمل التطوعي وجدت أن أعرضها لكم لننعم جميعا بما يتركه العمل التطوعي من آثار كثيرة آمل أن أوفق في سرد بعضها ويكفي من فضائل العمل التطوعي الاجتماعي الأجر المترتب عليه في الجنة كما جاء في حديث بن عباس عن الرسول (ص) (لأن أمشي في حاجة أخي أحب إلي من أعتكف في هذا المسجد شهرا) وحديث (إذا قال الرجل جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء).
إن العمل التطوعي الاجتماعي يجسد أسمى معاني الانتماء والوفاء والعطاء للوطن ويرتقي بأجياله ويجلي عن النفس الهموم ويسهم في تجاوز الكثير من أمراض العصر مثل الاكتئاب والشعور بالعزلة ويكسب الفرد محبة الناس فبفضل دعاء الخيرين منهم يمنحه الله راحة البال وسعة الرزق وصلاح الأبناء وهو بذل بكل الوجوه. المال والجهد والرأي والفكر. إن دقائق معدودة جلسناها مع أمهاتنا وأخواتنا ضمن واحد من عدة برامج تنفذها لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بأشيقر سنويا وهو (زيارة كبيرات السن والمعاقات) تساوي الشيء الكثير ونحن ننعم بدعوات من يقضين جل وقتهن في مصلاهن وعلى سجاداتهن الطاهرة المفعمة بعبق الإيمان الصادق والخشوع اللذي قل أن نجده اليوم. دقائق نتجاذب فيها الحديث لنستقي من تجربتهن الحياتية ما نستعين به في تربية أجيالنا ولنعرف أن الصبر والتقرب إلى الله كان هو سلاحهن في مواجهة مصاعب الحياة وشغف العيش.
إن العمل التطوعي الاجتماعي غير المنظم فطرة إنسانية ولذة رائعة كما وجدتها لا يعلمها إلا الله ويكفي منها إسعاد الناس وإدخال السرور في نفوسهم كما تضمن الحديث ذاته (أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم).
أما أن ننخرط في جهة تدير العمل التطوعي المؤسسي المنظم فإن الأمر يتعدى ذلك إلى صناعة مجتمع وصناعة حياة وليس لمجرد التلذذ بنظرات الرضا على وجوه المتآخين، ولنرتقي بمفهوم التطوع كقيمة ومبدأ بعيدا عن النظرة الضيقة وهي دعوة لنشر وتعزيز ثقافة العمل التطوعي الاجتماعي المنظم ودعم المبادرات الرائدة لخدمة المجتمع والعمل بروح الفريق الواحد.