استكمالاً للمقال السابق الذي ذكرنا فيه أحد الأسر التي سكنت العمارية وبعد ذلك سكنت الرياض وهي أسرة آل علي (السمهري) وذكرنا نص الوثيقة التي شهد فيه ناصر بن علي -يرحمه الله- وذلك عام 1280هـ تقريباً والتي تخص أسرة آل فرزان في بلدة العمارية وفي هذا المقال سنذكر إحدى تلك الأسر التي هاجرة إلى منطقة الأحساء وهي أسرة سيف العجاجي يرحمه الله والذي باع نخلة في بلدة العمارية على عبدالله بن فرزان يرحمه الله عام 1210هـ وسنذكر نص الوثيقة مع ذكر سيره ذاتية عن أسرة العجاجي.
بسم الله الرحمن الرحيم
(مضمون بأن سيف العجاجي الحر المكلف الراشد باع جميع ملكه على عبدالله بن فرزان من الأرض المسماه بالقوع والأرض المسماه التلعه الكائنة في بلدة العمارية شرقي مسجد العمارية شهرتها تغني حدتها بثمن معلوم قدره اثنا عشر ريال بلغ سيف المذكور ثمن ملكه المذكور من عبدالله المذكور واشترط سيف المذكور على عبدالله المذكور إخراج سوق نخل ناصر بن هلال المسمى بالبويبيه وإخراج سوق نخل آل غنيم المسمى بأم عاير وصبر عبدالله المذكور بشرط وإخراج السويقين المذكورين وجدار أرضه المذكورة بالجدران ووضع السوق على ما وضع عليه وذلك برضا ناصر المذكور صاحب نخل المذكور آل غنيم المذكورين أهل النخل المذكور وشهد بذلك سليمان بن ثاقب وكتبه وشهد به وأثبه الفقير إلى الله عبدالله بن سليمان بن عون الحنبلي مذهبا العيينة بلدا وتاريخ الخط في شهر صفر الخير من شهور سنة عشر بعد المائتين وألف من الهجرة النبوية على مهاجرها أفضل الصلاة وأزكى السلام... الختم عبدالرحمن بن حسن).
أسرة العجاجات من أقدم الأسر التي سكنت بلدة العمارية وهي أسره أثيرة عرف عنهم الكرم ومن معالم أسرة العجاجات في بلدة العمارية صنع العجاجي مطوي بالحجر يقدر طوله بـ(6) كيلومترات يبدأ من حزم الرشدى حتى نخيلهم في بلدة العمارية، وسيف المذكور له من الأبناء ابن واحد سكن الرياض وأكثر ذريته التي تسكن الأحساء اليوم كان من رجال الدولة السعودية الثانية ذكر بن بشر أن الإمام تركي بن عبدالله في عام 1249هـ رتب الحصون التي بالقطيف وجعل محمد بن سيف العجاجي في بلدة دارين، وفي عام 1263هـ عندما تمردت قبائل شمال عُمان (البريمى) على الأمير سعد بن مطلق المطيري فدعاه الأمام فيصل بن تركي بن عبدالله إلى الرياض وحل في مكانه محمد بن سيف العجاجي ويرجع نسب أسرة العجاجي إلى قبيلة آل كثير التي سكنت العمارية قديماً ذكر المؤرخ العلامة عبدالله بن خميس في معجم اليمامة صفحه رقم 181 الجزاء الثاني وفي حوادث سنه 1133هـ أن سعدون بن محمد بن غرير أغار على آل كثير في (العارض) وأكثر المكث فيه وحاصر آل كثير في بلدة العمارية حتى هزلت مواشيهم ولكن أهل الدرعية قتلوا منه قتلى كثيرين.
وفي سنة 1137هـ أعاد الكرة إبراهيم بن عبدالله بن معمر على بلدة العمارية فأخذها وأقام بها.. وفي أثناء معركته مع الكثير التقوا عند حزم الأصيقع فانهزم ابن معمر وقتل من قومه أهل العيينة نحو أكثر من عشرين رجلاً وحجزوا ابن معمر في العمارية ومن كان معه نص ابن بشر وآل كثير هؤلاء يرجعون في نسبهم إلى (بنى لام ) القبلية الكبيرة ذات الأثر والسلطة السابقة في (نجد) وخصوصاً (اليمامة) ويبدو أن آل كثير هم الذين قال شاعرهم الشعبي هذه الأبيات:
لي ديرة عنها الجبيلة شمال
شرقيها الملقى جنوبيها برق
وغربيها العارض راسين الجبال
مثل الحصان مطبق بأربع زرق
عنها أبعدونا ذاهبين الحلال
صاروا هل الديره وحنا هل الشرق