احرز مقاتلو الجيش السوري الحر خلال الساعات الماضية تقدما داخل بلدة معلولا في ريف دمشق، وسيطروا على القسم القديم منها بعد اشتباكات عنيفة مستمرة منذ ثلاثة أيام، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان لوكالة فرانس برس.
وقال المرصد في بريد الكتروني «سيطر مقاتلون من جبهة النصرة وكتائب مقاتلة على القسم القديم من بلدة معلولا بعد اشتباكات مع القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني استمرت اياماً». واوضح ان السيطرة تمت ليلا وقد تخللتها معارك عنيفة بين الطرفين.
وقال مصدر امني سوري في دمشق لوكالة فرانس برس ان مجموعات المعارضة المسلحة القت اطارات محشوة بالمتفجرات من التلال التي تتواجد فيها عند مرتفعات البلدة في اتجاه مواقع القوات النظامية داخل البلدة، ما اضطر هذه القوات الى التراجع.
وتقدم مقاتلو المعارضة في اتجاه وسط البلدة. واشار المرصد الى ان الاشتباكات مستمرة رغم تراجع حدتها.
وتمكنت المعارضة المسلحة من دخول معلولا للمرة الثانية السبت.
وشهدت البلدة جولة معارك في ايلول/ سبتمبر نزح خلالها معظم السكان اثر دخول مقاتلي المعارضة الذين ما لبثوا ان خرجوا مجددا وعادت اليها قوات النظام.
وترافقت تلك الجولة مع موجة ذعر بين نصارى البلدة الذين قالوا ان مسلحين اطلقوا النار على الكنائس.
ويأتي تجدد المعارك في معلولا وسط ضغط كبير تمارسه قوات النظام منذ اكثر من اسبوعين على مجموعات المعارضة المسلحة في منطقة القلمون التي تقع فيها معلولا.
وتمكنت القوات النظامية مدعومة من حزب الله خلال هذه الفترة من السيطرة على بلدة اساسية في القلمون هي قارة وطرد مقاتلي المعارضة منها ومن بلدة دير عطية التي كانوا دخلوا اليها بعد سقوط قارة في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر.
وتسعى قوات النظام حالياً الى السيطرة على بلدة النبك في القلمون.
وتمكنت الاحد من السيطرة على القسم الغربي منها.
وتعتبر منطقة القلمون الجبلية الحدودية مع لبنان استراتيجية لانها تشكل قاعدة خلفية للمعارضة المسلحة تزود منها معاقلها في ريف دمشق وبعض المناطق المتبقية لها في حمص بالسلاح والرجال.
كما انها اساسية للنظام، لانها تؤمن له التواصل بين وسط البلاد والعاصمة.
في محافظة القنيطرة (جنوب)، تدور اشتباكات عنيفة منذ صباح أمس على محور خان ارنبة - الصمدانية في منطقة الجولان، بحسب المرصد.
وذكر شهود في الجانب الاسرائيلي ان قذيفة هاون سقطت الاثنين في بلدة مجدل شمس في الجزء الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان.
واشارت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي الى ان قوات من الجيش الاسرائيلي تعرضت صباحاً لاطلاق نار مصدره الاراضي السورية، وقامت بالرد «واصابت الهدف»، من دون اعطاء تفاصيل اضافية.
من جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس الاثنين أن عدد قتلى النزاع السوري المستمر منذ 33 شهراً ارتفع ليقارب عتبة 126 ألفاً، غالبيتهم من المقاتلين المعارضين والقوات النظامية والمسلحين الموالين لها، وقال المرصد انه وثق مقتل «125 ألفاً و835 شخصاً منذ انطلاقة الثورة السورية» منذ منتصف آذار/ مارس 2011 وحتى الاول من كانون الاول/ ديسمبر الجاري. واوضح ان عدد القتلى المدنيين بلغ 44 ألفاً و381 شخصاً، بينهم 6627 طفلاً و4454 امرأة.
وقضى في النزاع الدامي 27 ألفاً و746 مقاتلاً معارضاً، و50 ألفاً و927 من عناصر القوات النظامية والمسلحين الموالين لها.
واشار المرصد الى ان الضحايا من المقاتلين هم 19264 مدنياً حملوا السلاح ضد القوات النظامية، و2221 جندياً منشقاً عن هذه القوات، اضافة الى 6261 مقاتلاً من جنسيات غير سورية او مجهولي الهوية.
اما قوات النظام، فتتوزع بين 31174 جندياً نظامياً، و19256 عنصراً من اللجان الشعبية وقوات الدفاع الوطني، و232 مقاتلاً من حزب الله اللبناني الذي يقاتل منذ أشهر إلى جانب النظام، اضافة الى 265 مقاتلاً رافضياً من جنسيات غير سورية.