ندرك جميعاً أن للوظيفة العامة أو الوظيفة التابعة للقطاع الخاص حقوقاً وواجبات، فبقدر ما يحرص الموظف على استيفاء جميع حقوقه، يجب عليه الالتزام بكامل واجبات وظيفته، فحسب المبدأ الإداري المعروف (الأجر مقابل العمل)، فإن على الموظف أن يستشعر بأن كل ريال يتقاضاه من راتبه ينبغي أن يقابله بذل جهد أو إنجاز في مجال عمله.
فإذا كانت الواجبات الوظيفية ملقاة على عاتق الموظف فإنها أيضاً مطلوبة من الرئيس المباشر للموظف التي تتمثل فيما يلي:
- أداء العمل بالدقة والأمانة والإخلاص.
- الالتزام بوقت الدوام حضوراً وانصرافاً، وعدم الخروج خلاله إلا في حالات الضرورة وبموافقة مسبقة.
- طاعة الرؤساء وتنفيذ توجيهاتهم.
- المحافظة على أسرار وظيفته وعدم التحدث بها لمن ليس لهم علاقة بعمله.
- عدم الجمع بين عمل وظيفته وعمل وظيفة أخرى.
- عدم ممارسة الأعمال التجارية؛ لأن الجمع بين عمله الوظيفي والعمل التجاري يؤثر على وقته وجهده كما يؤدي إلى منافسة إخوانه المواطنين الآخرين ممن احترفوا العمل في القطاع الخاص أو من يرغب الالتحاق بهذا القطاع.
- التعامل الطيب مع المراجعين بأن يستقبلهم ببشاشة ولطف ويقوم بإنجاز معاملاتهم بالصدق والنزاهة والمساواة.
إذاً فإذا كانت الواجبات المطلوبة من الموظف تنطبق أيضاً على الرئيس المباشر أو المشرف لكونه أيضاً مشمولا بمصطلح الموظف، فهل على الرئيس أو المشرف واجبات إضافية بحكم أنه يشغل وظيفة إشرافية ويعمل تحت رئاسته العديد من الموظفين.
والإجابة عن هذا التساؤل بطبيعة الحال هي (بالإيجاب) فالرئيس المباشر الذي قد يكون مديراً عاماً أو مدير إدارة أو رئيس قسم يقع على عاتقه العديد من الواجبات الإضافية بحكم أنه يقوم بعمل إشرافي، ومن هذه الواجبات ما يلي:
- أن يكون أسوة حسنة لموظفيه في تطبيق الواجبات الوظيفية، ومنها أداء العمل بالإخلاص والانضباط في وقت الدوام، والتعامل الطيب مع المراجعين، فمثلاً عندما يكون الرئيس المباشر منضبطاً في وقت الدوام بأن يحضر مع بداية الدوام ولا يخرج قبل موعد الانصراف ولا يخرج خلاله إلا في حالة الضرورة، فإن ذلك سينعكس بصورة إيجابية على انضباط موظفيه في الدوام.
- متابعة الرئيس المباشر لموظفيه من حيث الانضباط في الدوام ومن حيث أسلوب أداء العمل ومن حيث تعاملهم مع المراجعين، وذلك بأن يجعل الرئيس المباشر للعمل الميداني في الأقسام التابعة له جزءاً من وقته يومياً وبالذات في تلك الأقسام المتعلقة بتقديم خدمات يومية للجمهور.
- أن يحرص الرئيس المباشر على ألا يخرج أحد من موظفيه خلال وقت الدوام إلا بعد موافقته، وأن تكون هذه الموافقة مبنية على سبب مقنع، وأن يحدد مع الموظف الوقت الكافي للخروج والعودة مرة أخرى لمقر العمل.
- أن يحرص الرئيس المباشر على ألا يجامل مرؤوسيه على حساب مصلحة العمل، فمثلاً عندما يتقدم له أحد موظفيه بطلب التمتع بإجازة عادية في وقت معين ويتبين للرئيس المباشر أن العمل سوف يتزايد خلال فترة إجازة هذا الموظف فإن عليه تأجيل وقت تمتع الموظف بإجازته إلى وقت آخر، ومثل آخر لو أن أحد الموظفين استأذن من رئيسه للخروج خلال وقت الدوام لقضاء غرض خاص له وتبين للرئيس المباشر أن قضاء هذا الغرض الخاص يمكن أن يتم خارج وقت الدوام فإن عليه عدم مجاملة هذا الموظف بالإذن له بالخروج على حساب مصلحة العمل والمراجعين.
- على الرئيس المباشر أن يولي سنة التجربة بالنسبة للموظف الجديد جل اهتمامه، وأن يتابع الموظف الجديد ويرصد أداءه حتى يتبين له مدى استعداد هذا الموظف للاستمرار في الخدمة بإخلاص وتفاعل من عدمه، فمتابعة الموظف خلال سنة التجربة والتقرير في مصيره بالصلاحية من عدمها أمانة في عنق الرئيس المباشر وعليه ألا يجامل إذا تبين له أن الموظف الجديد ليس لديه مقومات الالتحاق بالوظيفة العامة والاستمرار فيها.
- على الرئيس المباشر أن يهتم بتقارير الكفاية أو الأداء الوظيفي بأن يكون نزيهاً وموضوعياً عند تقييم موظفيه، وأن يكون تقييمه لهم على أسس ووقائع ثابتة وفعلية وليس مجرد اجتهاد شخصي أو روتيني أو من أجل تعزيز فرص ترقية موظفيه على حساب موظفي الإدارات الأخرى.
- على الرئيس المباشر أن يشجع مرؤوسيه على المشاركة في القرار وإبداء الرأي والعمل الجماعي وأن يعقد معهم الاجتماعات لمناقشة الموضوعات الشائكة التي يعتبر العمل الجماعي أفضل وسيلة لحلها.
- على الرئيس المباشر أن يعمل في سبيل أن تسود العلاقات الإنسانية في جو العمل وأن يبذل جهده لحل الإشكالات والخلافات التي تقع بين الموظفين بأسلوب يرضى عنه الجميع.