بعد أن غرقت أفريقيا الوسطى في الفوضى والعنف الطائفي والديني منذ الإطاحة في مارس بالرئيس فرنسوا بوزيزي بيد ائتلاف سيليكا الذي يطغى عليه الإسلاميون، ما أدى إلى أعمال عنف دامية راح ضحيتها العشرات من المدنيين، أجاز مجلس الأمن الدولي أمس الخميس للقوات الفرنسية والأفريقية تدخلاً عسكرياً سيعمل على وقف العنف وإعادة الأمن.
إثر ذلك قرر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مباشرة عملاً عسكرياً في أفريقيا الوسطى، اعتباراً من ليلة أمس بهدف فرض الأمن دعماً لقوة أفريقية منتشرة في البلاد حسبما ينص عليه قرار مجلس الأمن الذي سيفوض الجنود الفرنسيين لاتخاذ كافة الإجراءات الضرورية.
وقال هولاند في تصريح تلفزيوني مقتضب أمس إن التدخل الفرنسي سيكون سريعاً ولن يستمر فترة طويلة، مؤكداً بالقول (نظراً إلى الوضع الطارئ قررت التحرك على الفور أي ابتداء من هذا المساء (أمس) بالتنسيق مع الأفارقة وبدعم من الشركاء الأوروبيين) مؤكداً أنه ليس لفرنسا هدف غير حماية أرواح الناس.
وأوضح أن العناصر العسكرية الفرنسية الموجودة في أفريقيا الوسطى التي يبلغ عددها 650 في الوقت الراهن سيتضاعفون في غضون بضعة أيام إذا لم يكن خلال ساعات. وأضاف أن الحكومة ستقدم كل الشروحات في البرلمان الأسبوع المقبل.
وامتداداً لأعمال العنف الدائرة في العاصمة بانغي تزامناً مع قرار مجلس الأمن والقرار الفرنسي عثر على نحو 80 جثة في مسجد وفي شوارع بانغي.
ذكر مراسلون من وكالة فرانس برس أن نحو 80 جثة كانت مصفوفة أمس في أحد مساجد بانغي (مسجد حي بي كا5) ومرمية في شوارع المدينة بعد أعمال العنف التي وقعت صباح أمس. وأكد المراسل أن الجثث تحمل آثار جروح بالسلاح الأبيض والرصاص. وقد غص المسجد بالرجال والنساء الذين توافدوا بحثا عن ذويهم المفقودين.