في كل عام تشغلنا هموم التعليم وقضاياه عن كل قضية أتعلمون لماذا ؟ لأن المستهدف من التعليم هم أبناء الوطن وبناته، حملة مشاعل النور في غدنا المشرق بإذن الله، وهل هناك أغلى أو أثمن من هذا الاستثمار في حياتنا ؟ لا أظن، ولهذا من جملة الهموم التعليمية التي اخترت لطرحها لكم:
(المباني المدرسية المستأجرة) فكثير منها غير مهيأ للتعليم، فلا غرفها صالحة لئن تكون قاعات تعليم تقبل ورش العمل، وتصلح لاستراتيجيات التعلم النشط، ولا يمكن تجهيزها بالوسائل التعليمية، وأفنيتها غير مناسبة لممارسة الأنشطة التربوية اللازمة، ومواصفات بعضها غير ملائم لبيئات التعلم،كخلوها من الأفنية المناسبة، ومن الصالات الصالحة لممارسة الأنشطة الرياضية والفنية، ولضيق غرفها وممراتها، ورداءة مواقعها داخل الأحياء، إضافة إلى أنه يصعب التعديل، أو تكييفها لتكون صالحة كمدارس، لهذا يجب الاجتهاد في البحث عن مبان مناسبة، ما دامت الحاجة لا تزال قائمة إليها، لحين اكتمال مشروع المبنى الحكومي المدرسي، والتخلص من المباني المدرسية المستأجرة غير المناسبة.
( جودة التعليم) عبارة براقة وجميلة، لكنها تبقى بلا معنى إذا كانت تردد كأمنيات، بينما الواقع يخالف كل أشكال الجودة، صحيح تعليمنا حقق خطوات جيدة، لكنها ليست بطموحات نرجوها، أو تنسجم مع حجم الإنفاق على التعليم، كيف يمكن لنا تحقيق جودة التعليم، إذا كانت أغلب مدارسنا تفتقر لقاعات التعليم المجهزة تقنيا المزودة بوسائل تعليمية حديثة، وتنعدم فيها مختبرات التعلم للعلوم والرياضيات واللغة الإنجليزية،كيف لنا نصل لجودة التعليم، وهناك فئة من المعلمين لديهم إصرار على ممارسة طرائق تدريس لم تعد مناسبة لأجيال اليوم؟ ولهذا فهي تقاوم التغيير،كيف نحقق الجودة في ظل بعض القيادات المدرسية، التي لا تؤمن بالتدريب، وترى المناشط المدرسية، والبرامج التدريبية من الشكليات؟ كيف نصل لجودة التعليم وهناك مشرفون تربويون، لا يزالون يتأبطون حقيبة الممارسات التقليدية، في إدارة زياراتهم الصفية، وأساليبهم الإشرافية،وبرامجهم التدريبية؟
(المناهج وجهاز الأيباد) دعوني أذكركم بالمشروع الذي قام به قبل عام أو أكثر السيد أوردغان رئيس وزراء تركيا، حينما أمر بتوزيع المناهج المدرسية بعد نسخها على جهاز الأيباد على أكثر من 15 مليون طالب، حمّل عليها جميع البرامج التي سيحتاج إليها الطالب في التعلم، من برامج الرسم، إلى مقاطع فديو التعلم، وإتاحة الاتصال بالنت للاستفادة والبحث، ووفر لمليون معلم جهاز أيباد مماثل، يحوي كل ما يحتاجه المعلم، ولكي يعطي المشروع دفقة حماس وتفاعل، قام بتوزيع دفعات بنفسه على الطلاب والمعلمين، ونحن لا نزال نراوح في مكاننا، ونجهد في طباعة الكتب الدراسية التي تكلف ميزانية وزارة التربية والتعليم الكثير-ومع الأسف- أن مصيرها ينتهي عند أبواب المدارس بعيد الاختبارات في صورة ممتهنة للكتاب والعلم، وتجتهد الوزارة في إنتاج مقطع توعوي عن وزن الحقيبة، وأضرارها على الطلاب حين تحمل بالكتب، رافعة شعار «نحو حقيبة مدرسية أقل وزنا» وكلنا يعلم بأن طلابنا في معظم أيامهم يحملون كل كتبهم ودفاترهم في حقائبهم،وقد يصل وزن حقيبة طالب الصف الأول، إلى مايقرب من 2 كيلو ونصف، ويزيد وزنها في كل مرحلة، فمتى ترفع الوزارة شعار «أيباد لكل طالب ومعلم « وترتاح وتريح ؟