الجزيرة - عوض مانع القحطاني / تصوير - سعيد الغامد:
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع - حفظه الله - ينطلق غداً في جدة أكبر تجمع طبي عسكري يشارك فيه 107 دولة من مختلف دول العالم، ولمدة خمسة أيام، حيث يتوقع أن يكون هناك ما يقارب من (3000) طبيب من المختصين والمهتمين من خارج المملكة ومن الداخل، لمناقشة عدد من المواضيع العلمية والطبية العسكرية وطرق علاج الجروح في ميادين وساحات المعارك.
وأعرب مدير عام الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة رئيس اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر اللواء طبيب سعيد بن محمد الأسمري عن شكره وتقديره لسمو الأمير سلمان على موافقته الكريمة على استضافة المملكة لمثل هذا المؤتمر وعلى رعايته له، فهو داعم وموجه لنجاح هذا المؤتمر باعتبار أن هذا المؤتمر وما سوف يُطرح فيه من موضوعات متنوعة يهم قطاع الصحة في بلادنا وينعكس على تقديم أفضل الخدمات الصحية والعلاجية لأبناء هذا الوطن خصوصاً منسوبي القوات المسلحة.
وقال اللواء الأسمري في حديثه لـ(الجزيرة): إن مشاركة الأطباء والباحثين والمهتمين في هذه التظاهرة الطبية العسكرية يؤكد ما تحظى به المملكة من تطور وتقدم في مجال الطب العسكري، كاشفاً أن الخدمات الطبية العسكرية في المملكة قد وصلت إلى مستويات عالية من حيث الكوادر البشرية والمنشآت الصحية والخدمات العلاجية الميدانية، متوقعاً النجاح لهذا المؤتمر والخروج بتوصيات مهمة سواء في مجالات التعاون مع الدول أو بما يعود بالفائدة على الجهات التي تقدم هذه الخدمة للعسكريين.
وأضاف اللواء الأسمري أن هناك أوراق عمل مهمة على طاولة البحث والنقاش، إضافة إلى التعرف على المستجدات الحديثة في مجالات التقنية الميدانية، ومن خلال المعرض المصاحب لهذا المؤتمر والذي سوف نرى ونشاهد ما هو جديد في عالم الطب من خلال الشركات والمؤسسات التي تعمل في المجال الطبي.
وأعرب اللواء الأسمري عن شكره وتقديره لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو نائب وزير الدفاع على حرصهم ودعهم لكل ما يسهم في نشر الثقافة الصحية وتقديم أفضل الخدمات الصحية لمنسوبي القوات المسلحة.. وللمواطنين المحتاجين للعلاج في المستشفيات العسكرية.
نص الحوار
* لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- جهود ملموسة لتطوير القوات المسلحة بشكل عام والخدمات الطبية للقوات المسلحة بشكل خاص، فهلا أوضحت للقارئ الكريم هذه الجهود؟
- في البداية أشكر لكم هذا اللقاء وبسؤالك عن جهود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- جهود ملموسة لتطوير القوات المسلحة، فلا تسعني الكلمات لإبراز تلك الجهود، فمنذ صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- على إقامة هذا المحفل العلمي العالمي وهذا الحدث الطبي العسكري العالمي وسمو وزير الدفاع يتابع ويوجه، وذلك بتسخير كافة الإمكانات البشرية والمالية لإنجاح أعمال المؤتمر كون هذا المؤتمر يعكس ما وصلنا إليه من تقدم سواء من النواحي التنظيمية أو العلمية والذي يجعل المملكة العربية السعودية في مصاف الدول المتقدمة في شتى المجالات، الطبية العسكرية أو سواها.
* هناك تطور ملموس في القوات المسلحة بشكل عام والخدمات الطبية للقوات المسلحة بشكل خاص، فكيف تنظرون لهذا التطور؟
- التطور مبني على إستراتيجية ورؤية واضحة، وهذا التطور يعكس حرص سموه الكريم وسمو نائبه -حفظهما الله- لتلمس احتياجات الخدمات الطبية للقوات والذي يعود بما نلمسه من تطور، فمن اثني عشر سريراً وصولاً لما يزيد عن خمسة آلاف سرير في شتى التخصصات الطبية، وإدارات تخدم هذا القطاع الحيوي، وأسطول من الطائرات بطواقم طبية وفنية وإدارية، والمستشفيات الميدانية والتي استفاد منها المواطن بالوصول لمناطق وجودهم عبر أحدث المعدات والتجهيزات العسكرية ولعدد من الدول الشقيقة والصديقة، وكلية ومعاهد ومدرسة تعمل لسد حاجة القطاعات التابعة لوزارة الدفاع بشكل عام والخدمات الطبية للقوات المسلحة بشكل خاص من ذوي الاختصاصات الطبية العسكرية والطبية المساندة والتمريض للجنسين، وإن لتنظيم الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة تجسيداً للتطور الذي يحرص عليه سموه الكريم -حفظه الله- ولن نقف عند هذا بل تطور الخدمات الطبية منظمة وإستراتيجية مستمرة ومتواصلة.
* ما الجديد الذي سيقدمه المؤتمر لمنسوبي وزارة الدفاع بشكل خاص وللمواطنين بشكل عام كون القوات المسلحة إحدى عناصر التنمية في المملكة؟
- ربما سأستخلص الإجابة عن سؤالك فكون وزارة الدفاع تعد عنصراً من عناصر التنمية فالخدمات الطبية للقوات المسلحة ومن خلال هذا المؤتمر قامت بدراسة عبر لجان علمية متخصصة بالتعاون مع مجلس الطب العسكري على اختيار المواضيع التي تلامس العامة، كالطب المبني على البراهين والصيدلة والتمريض وإدارة الأزمات والأسنان والطب البيطري، إضافة إلى المحاور الطبية العسكرية، وهذا سيعود بالنفع على المتخصصين فحضور ومشاركة ما يربو عن مائة دولة بحد ذاته يفتح آفاقاً جديدة بين الحضور وخصوصاً في المواضيع الطبية والتي يطرح من خلالها كل ما هو جديد من شتى بقاع الأرض والذي يعود بالنفع على المواطن.
* المتابع يسأل هل للمؤتمر فعاليات مصاحبة؟
- يطيب لي ومن خلال صحيفتكم الغراء بأن أذكر بأن مجلس الطب العسكري سيقلد الخدمات الطبية رئاسة مجلس الطب العسكري في دورته القادمة، وذلك يعكس ثقة الدول الأعضاء بقدرة المملكة على رئاسة المجلس، وبسؤالك عن الفعاليات المصاحبة فللمؤتمر العديد من الفعاليات المصاحبة ومنها على سبيل المثال لا الحصر معرض تشارك فيه العديد من الشركات والمؤسسات ذات العلاقة والتي سيتم من خلالها عرض أحدث الأدوية والوسائل العلاجية والتجهيزات الطبية، إضافة للعديد من الجهات، كما وسيصاحب المؤتمر ورش عمل ونقاش الطاولات المستديرة والملصقات العلمية، إضافة لتعريف الضيوف بما نمتلكه من مقومات سياحية بمحافظة جدة.
* أبرز البحوث العلمية التي ستطرح سواء في المؤتمر أو الفعاليات المصاحبة له؟
- هناك لجنة علمية تضم أعضاء أكفاء حملوا أمانة اختيار المواضيع وفق أسس علمية حددت بالتعاون مع مجلس الطب العسكري، نسعى دائماً في الخدمات الطبية للقوات المسلحة إلى تحقيق أفضل خدمة طبية في الوقت والمكان المناسبين ونتطلع للمشاركة مع الأشقاء والأصدقاء إلى تقديم ذلك بأفضل وأحدث السبل، ولا شك أن مجالات البحث لعلمي توسع الأفق نحو إستراتيجية طبية متطورة.
* هل هناك جهات من داخل المملكة سوف تحضر أو تشارك في هذا المؤتمر؟
- بالطبع تم توجيه الدعوة لعدد من القطاعات مثل وزارة الحرس الوطني ووزارة الداخلية ووزارة الصحة وغيرها من الجهات التي ترغب أن تحضر أو تشارك، ونحن نتوقع أن يكون هناك ما لا يقل عن 3000 شخص من المختصين والمهتمين من الداخل والخارج ومن خلال ما يقرب من 107 دولة من مختلف دول العالم، لأن المواضيع التي سوف تطرح في هذا المؤتمر مهمة وفي غاية الأهمية من حيث المواضيع الطبية العسكرية والعلمية والإدارية التي تهم العالم في هذا المجال، ونحن نتطلع في هذا المحفل الدولي إلى عكس صورة إيجابية لدى الرأي العام لما تمتلكه المملكة من كوادر بشرية مؤهلة لتنظيم مثل هذه التجمعات الدولية.
* وحول سؤال عن ما وصلت إليه الخدمات الصحية الميدانية للعسكريين في أماكن وجودهم في أنحاء المملكة، أوضح اللواء الأسمري بأن هناك خططاً وإستراتيجيات وضعت من قبل وزارة الدفاع للعناية بالفرد وأسرته أينما كانوا، وأن الإدارة العامة للخدمات الطبية في وزارة الدفاع قد أولت هذا الجانب اهتماماً كبيراً من خلال ملاحقة منسوبي وزارة الدفاع في أماكن إقامتهم صحياً وبيئياً، وأن من يعملون في هذه الميادين مؤهلون تأهيلاً عالياً داخل المملكة وخارجها من خلال دورات تقام لهم، وهذه الكفاءات السعودية التي تعمل في الميادين من أبناء قواتنا المسلحة.
* كم عدد الدول التي سوف تشارك في هذا المؤتمر؟
- مثلما ذكرت سابقاً هناك أكثر من 107 دولة، وهذا يؤكد أن المملكة وصلت إلى مكانة رفيعة في خدماتها الطبية والعلمية، ونحن فخورون بوجود هذه الدول معنا في هذا المؤتمر الذي يناقش قضايا حيوية ومهمة في مجالات عدة، منها علاج الجروح في ساحات المعارك، والمعالجة المتقدمة لحالات التنفس في ساحات المعركة وإدارة الكوارث.
وقال الطبيب الأسمري إن التعامل مع الإصابات في المعارك العسكرية والاستجابة السريعة مع هذه الحالات أمر في غاية الأهمية وهو ما سوف نركز عليه في هذا المؤتمر.
واختتم اللواء الأسمري حديثه لـ(الجزيرة) بأن هذا التطور الحاصل في الخدمات الطبية العسكرية في المملكة وما وصلت إليه من تقدم رشح المملكة العربية السعودية أن تكون رئيس المجلس الدولي للطب العسكري للعامين القادمين، وهذا يعكس ما تتمتع به المملكة من تطور في شتى المجالات ومنها المجال الطبي العسكري، وذلك بفضل الدعم السخي الذي يلقاه هذا القطاع.
كلمة أخيرة
تدعو الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة كل العاملين في المؤسسات الصحية والأكاديمية من العسكريين والمدنيين (أطباء وفنيين وصحيين وإداريين) لحضور هذه الفعالية، إذ سيطرح المؤتمر أوراقاً علمية وورش عمل وملصقات ومناقشات الطاولات المستديرة العلمية التي تدور جميعها حول مواضيع المؤتمر المتعلقة بمجالات الطب العسكري. كما سيحتسب للحضور والمشاركة ساعات تعليم طبي مستمر معتمدة بواقع ثلاثين ساعة، وإن نجاح هذا المؤتمر يعكس ثروة الوطن الحقيقية بعقول أبنائه بقيادة خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وسمو نائبه حفظهم الله.
من جانبه قال نائب مدير عام الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة اللواء الطبيب غالب بن غالب بن حريب إن المؤتمر يحظى بمشاركة واسعة من جهات عدة مما يرسخ مبدأ الشراكة بين الخدمات الطبية للقوات المسلحة والتي تسعى لتطوير الخدمة الصحية المقدمة للمستفيدين منها وبين المؤسسات والشركات الرائدة في هذا المجال تحت عنوان «وقاية ورعاية وإنسانية»، إضافة إلى التعريف بنفسها والتعريف بمنتجاتها وصولاً للمساهمة في توعية المجتمع في الجانب العلاجي والوقائي بالإضافة إلى مشاركة عدد من الإدارات المتخصصة والمعنية بالخدمات الطبية للقوات المسلحة واللجان التنظيمية للمؤتمر.
ونوه اللواء ابن حريب بأن الخدمات الطبية للقوات المسلحة تحرص من خلال المعرض المصاحب للمؤتمر والذي يحوي كل ما هو جديد سواء (أجهزة طبية ومعدات مساعدة) إضافة للجديد في مجال الأدوية بمشاركة العديد من المؤسسات والشركات الرائدة في هذا المجال، وهي فرصة تجمع بين الشركات والمتخصصين مما يحمل آفاقاً للتعاون نسعى جميعاً لتحقيقها وصولاً لمبدأ الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، كما تحرص ومن خلال اللجان التنظيمية على اختيار المشاركين في المعرض المصاحب للمؤتمر لما له من مساهمة فاعلة ومترابطة لنجاح المؤتمر وتفاعل الجمهور معه لا يقل أهمية عن ورش العمل للجمع بين الجهات ذات العلاقة بالصحة والثقافة الصحية والمتخصصين من الأطباء والصيادلة والفنيين مما يساعد في عملية تطوير العمل الصحي على جميع الأصعدة.
وأكد بأن المؤتمر العالمي الأربعين للطب العسكري ما هو إلا دليل على حرص ودعم ولاة الأمر -حفظهم الله- لكل ما يسهم في نشر الثقافة الصحية وتشجيع الباحثين لتقديم نتائج بحوثهم من خلاله وغيره من المؤتمرات الطبية والعلمية لما فيه خدمة المجتمع بشكل خاص والبشرية بشكل عام.
وبدوره أوضح مدير إدارة الشؤون العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة رئيس لجنة الشؤون العامة والإعلام بالمؤتمر المقدم منصور بن عبدالله الحميدي أن المؤتمر يأتي ضمن دور القوات المسلحة التنموي وإستراتيجية التدريب والتعليم والأبحاث للخدمات الطبية للقوات المسلحة لكل ما من شأنه تقديم خدمة طبية مميزة وتبادل الخبرات والمعارف التدريبية والتعليمية والتقنية العلمية والإنسانية والإدارية في المجالات المختلفة للطب العسكري من خلال أوراق العمل البحثية والملصقات وورش العمل وحوارات الطاولات المستديرة المفتوحة، وسيشارك في هذه الفعاليات المختلفة (127) متحدثاً ومتحدثة من (107) دولة عربية وأجنبية.. مضيفاً أنه تم تحديد المحاور والمواضيع الأساسية الخاصة بالمؤتمر العالمي الأربعين للطب العسكري، والتي ستتناول مجالات الطب العسكري من خلال أربعة محاور رئيسة، وهي دور الطب العسكري في الكوارث وعملية الإغاثة في حالات الطوارئ وإعادة التأهيل والرعاية الصحية أثناء المعارك والتجهيزات الطبية للطاقم العسكري في مرحلة ما قبل الانتشار، إضافة إلى مواضيع ورش العمل والتي تناقش الطب المبني على البراهين وعلاج الجروح في ساحة المعركة والمعالجة المتقدمة للمجرى التنفسي في ساحة المعركة وإدارة الكوارث، وكذلك مواضيع الطاولات المستديرة والتي سيطرح من خلالها مواضيع الإمدادات والإدارة والصيدلة وطب الأسنان والتمريض والتخصصات الصحية المساندة والتعليم والتدريب والطب البيطري. وأن المؤتمر يعد فرصة طيبة لتبادل الخبرات ووضع الخطط اللازمة لتطوير العمل في المستقبل ومناقشة عدد من المواضيع التي تهم قطاع الخدمات الصحية في بلادنا، كما أن القائمين على المؤتمر يرحبون دائماً بكل المشاركات التي تساهم بمزيد من الارتقاء بالعمل الإداري والطبي.