أكد لـ «الجزيرة» المهندس وليد رضوان سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بولندا بأن حجم التبادل التجاري فيما بين البلدين يصل الى 650 مليون دولار سنوياً والأعلى بين جميع الدول العربية وبالرغم من أن الرقم تزايد عن العام السابق بحوالي 19% وقال: إنها مع ذلك إلا أنها مع ذلك أقل مما يجب أن يكون بالنظر الى الامكانات الاقتصادية المتاحة للبلدين، وأضاف معالي السفير بان حجم التبادل فيما بين البلدين لا يزيد على اقل من 1% من مجموع التبادلات التجارية فيما بين المملكة وبقية دول الاتحاد الاوروبي، على الرغم من ان الناتج القومي المحلي البولندي يشكل حوالي 6% من مجموع الناتج المحلي لكافة دول الاتحاد الاوروبي، وكي يكون التبادل التجاري عادلا نوعاً ما يجب ان يتم مضاعفته بما لا يقل عن 5 أضعاف.
وأشار المهندس رضوان إلى أن كفتي الميزان التجاري متعادلة فيما بين الطرفين وتتمركز الصادرات من المملكة حول البتروكياويات وفيما يتعلق بالواردات من بولندا فهي في مجالات المنتجات الزراعية والصيدلانية وبعض الاثاث والمفروشات والمواد الكيماوية المصنعة في بولندا. جاء ذلك خلال ورشة العمل الثانية التي نظمها مركز الدراسات الأوروبية بمعهد الدراسات الدبلوماسية بالتعاون مع المعهد البولندي للدراسات الدولية حول عنوان العلاقات السعودية – البولندية يومي 11- 12 من شهر ديسمبر الحالي والمقامة في الرياض، وقد قسمت ورشة العمل إلى أربع جلسات رئيسة تناولت محاور العلاقات الثنائية السعودية - البولندية، أمن الخليج، الوضع الحالي والمستقبلي للعلاقات الاقتصادية، والتصور المستقبلي للعلاقات الثنائية بين البلدين في الجوانب المختلفة. وقد افتتحت ورشة العمل بكلمة ترحيبية للدكتور ناصر البريك (نائب وكيل الوزارة للعلاقات الثنائية بوزارة الخارجية)، ثم كلمة لمدير عام معهد الدراسات الدبلوماسية الأستاذ الدكتور عبدالكريم الدخيل، والدكتورة باتريشا ساسنال من المعهد البولندي للدراسات الدولية، ثم كلمة السفير المهندس وليد رضوان سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بولندا.
وأضاف السفير رضوان: هذه الورشة تأتي في وقت جداً مهم بعد الزيارة الناجحة للرئيس البولندي بناءً على دعوة من خادم الحرمين الشريفين، وأتت في إطار تبادل الزيارات فيما بين كبار المسؤولين، فقد كانت زيارة خادم الحرمين الشريفين لبولندا في العام 2007م وسبقتها زيارة للرئيس البولندي عام 2004م، وتأتي أهمية هذه الزيارة من حيث العلاقات البولندية السعودية فالمملكة تعتبر الشريك التجاري الأكبر لبولندا في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا ماعدا تركيا، ولذلك بولندا تضع اهمية كبرى لتنمية العلاقات وتطورها.
من جهته قال مدير المعهد الدكتور عبدالكريم الدخيل بأن هذه الورشة تأتي بعد ثلاث سنوات من العمل للبحث في آليات وتطوير العلاقات السعودية البولندية، وبعد نجاح الورشة الأولى المقامة في العام 2012م في وارسو، مضيفاً بأنه خلال هذه الورشة طرحت الكثير من القضايا من مجالات التعاون الاقتصادي والسياسي، وأعتقد ان تكون هناك بعض الجوانب التي سيكون لها تأثير ايجابي في ان يكون للمملكة دور في إقناع اطراف اوروبية بقضايا الشرق الأوسط كقضية فلسطين والملف النووي في ايران كما سيكون لها انعكاسات على كيفية نظرة اوروبا على ما يحدث في مصر الآن والأحداث في سوريا، ويرى الدكتور الدخيل ان ورشة العمل هذه تتجاوز كونها نقاشا بين الأكاديميين الى انها ستخرج بتوصيات خاصةً، مبينا أن هذه الورشة سيعقبها عدة ورش عمل الثانية ستكون مع كوريا في سيؤول أخرى ستكون في رومانيا بعدها ستقام ثلاث ورش عمل في الرياض مع اليابان والهند والصين في بكين.