أقر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس الأول السبت بأن المعارضة السورية المعتدلة التي تدعمها فرنسا تعاني من «صعوبات جدية»، مبدياً «شكوكاً» في نجاح مؤتمر السلام جنيف-2 المقرر في 22 كانون الثاني/ يناير بسويسرا. وقال فابيوس إثر منتدى ضم مسؤولين سياسيين واقتصاديين في موناكو «إن المعارضة المعتدلة التي ندعمها تعاني من صعوبات جدية». وكانت فرنسا أول قوة غربية تعترف قبل عام بالائتلاف الوطني السوري (معارضة معتدلة) كممثل شرعي للشعب السوري. وقال فابيوس «بشأن سوريا، أنا متشائم إلى حد ما»، مبدياً «شكوكاً» بشأن نجاح مؤتمر السلام جنيف-2 المقرر في 22 كانون الثاني/ يناير بسويسرا.
وتعاني مجموعة الجيش السوري الحر الجناح المسلح للمعارضة المعتدلة المدعومة من الغرب من هزائم متتالية أمام الجماعات المسلحة المتطرفة التي يتعاظم نفوذها ميدانياً. كما تعرض الجيش الحر إلى خسارة أخرى مع تعليق لندن وواشنطن مساعدتهما غير المميتة بعد استيلاء المسلحين على معبر حدودي مهم مع تركيا ومقار الجيش الحر ومخازن أسلحته.
في غضون ذلك، قُتل 15 شخصاً على الأقل، بينهم ثمانية أطفال، أمس الأحد، في قصف للطيران الحربي والمروحي السوري على مناطق في مدينة حلب في شمال البلاد، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
في غضون ذلك، أفاد المرصد بمقتل 28 شخصاً في منطقة عدرا العمالية شمال شرق دمشق، وذلك منذ أن دخلها مقاتلون معارضون الأربعاء. وقال المرصد في بريد إلكتروني «استشهد 15 مواطناً، هم ستة رجال وشاب في الـ 18 من عمره وثمانية أطفال، من جراء قصف جوي على منطقة الأرض الحمرا والحيدرية» في كبرى مدن الشمال السوري. وأشار إلى سقوط عدد غير محدد من الجرحى من جراء القصف، حال بعضهم «خطرة». وأفاد مركز حلب الإعلامي باستهداف الطيران المروحي عدداً من المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في المدينة التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية لسوريا. وأشار إلى أن الطائرات المروحية ألقت براميل متفجرة على أحياء عدة؛ ما تسبب بدمار كبير. وفي حلب، أفاد المرصد السوري بأن الهلال الأحمر أدخل أمس السبت طعاماً ومواد طبية إلى السجن المركزي الذي يحاصره مقاتلو المعارضة منذ نيسان/ إبريل الماضي، في محاولة لاقتحامه والسيطرة عليه. وأشار إلى أن فريق الهلال الأحمر أخرج 15 سجيناً ممن شملهم قرار السلطات السورية قبل أيام الإفراج عن أكثر من 360 سجيناً لأسباب «إنسانية». ويعاني السجن - وهو من الأكبر في سوريا، ويضم أكثر من ثلاثة آلاف سجين - من أوضاع إنسانية صعبة نتيجة الحصار المفروض عليه لأشهر.
وفي ريف دمشق، قال المرصد «ارتفع إلى 28 عدد المدنيين من الطوائف العلوية والشيعية والدرزية الذين قضوا إثر هجوم لكتائب مقاتلة صباح الأربعاء الفائت على مدينة عدرا العمالية» شمال شرق دمشق. وأشار إلى أن من بين الضحايا طفلين على الأقل وأربع سيدات. وشنت القوات النظامية بدءاً من الجمعة حملة عسكرية لطرد مقاتلي المعارضة الذين دخلوا المدينة المختلطة طائفياً.
واليوم، قال مصدر أمني سوري لوكالة فرانس برس إن «العملية مستمرة، والجيش يحقق نجاحات بتضييق الخناق على الإرهابيين (في إشارة إلى مقاتلي المعارضة) داخل مدينة عدرا».
وأدى النزاع السوري المستمر منذ 33 شهراً إلى مقتل أكثر من 126 ألف شخص، بحسب المرصد.