كانت اللغة العربية في مقدمة اهتمامات الدكتور محمد بن أحمد الرشيد رحمه الله قبل أن يصبح وزيراً للمعارف (التربية والتعليم) ثم بعد أن تولى دفة القيادة في تلك الوزارة زاد اهتمامه بها، وكرس جهوداً كبيرة لتطوير مواد اللغة العربية وفق فهمٍ عصري يبتعد عن الحشو ويهتم بالجوهر وليس الكم.
ومع اعترافه بأهمية اللغة الإنجليزية بعد أن اصبحت لغة التخاطب الأولى بين اصحاب اللغات المختلفة في العالم ووضعه لخطط تدريسها في بعض صفوف المرحلة الابتدائية، فإن حماسه الذي يصل إلى درجة التعصب للغة العربية لم يفتر بل تضاعف عما كان عليه، وذلك لاستشعاره المسؤولية كوزير للتربية والتعليم.
ويعود تعلق الدكتور محمد الرشيد باللغة العربية واهتمامه بها إلى أيام دراسته الجامعية وما قبلها، ولكنه حين أصبح عميداً لكلية التربية بجامعة الملك سعود شعر أن بوسعه أن يعمل شيئاً لترجمة هذا الاهتمام إلى شيء ملموس، ثم حين أصبح مديراً لمكتب التربية العربي لدول الخليج مضى في تكريس جهود المكتب لخدمة اللغة العربية.
وبمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف الثامن عشر من شهر ديسمبر من كل عام تقيم وزارة الثقافة والإعلام احتفاءً بعنوان «الإعلام السعودي واللغة العربية» وذلك مساء هذا اليوم الأربعاء بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض. ويتضمن الاحتفاء تكريم المرحوم الدكتور محمد الأحمد الرشيد بحضور وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، بالإضافة إلى محاور وفعاليات أخرى.
وكان الدكتور ناصر الحجيلان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية قد صرَّح لوسائل الإعلام أن الوزارة «تكرم في كل عام شخصية بارزة ممن خدموا اللغة العربية بالإنتاج أو بالتعليم أو بالأعمال والأفكار التي تجد مكانها في التطبيق الذي يساهم في الحفاظ على اللغة العربية ومواكبتها للعلم والتطور التقني الحديث».
لقد أحسنت وزارة الثقافة صنعاً باختيارها الوزير الراحل الدكتور محمد الرشيد للتكريم هذا العام، فقد ظل يرحمه الله ينافح عن اللغة العربية حتى آخر يوم في حياته وذلك من خلال كتاباته في الصحافة المحلية، ومشاركاته في الندوات والأمسيات الثقافية، وندوته الأسبوعية التي كان يعقدها في منزله مساء كل يوم سبت، بالإضافة إلى رصيده الكبير في خدمة اللغة العربية من خلال المواقع الإدارية القيادية المهمة التي شغلها في قطاع التربية والتعليم.
هذه لمسة وفاء يستحقها الدكتور محمد الرشيد، كما أن الدكتور عبدالعزيز خوجه والدكتور عبدالله الجاسر والدكتور ناصر الحجيلان وزملاءهم في وزارة الثقافة والإعلام يستحقون الشكر والتقدير على هذه المبادرة الحضارية الجميلة.