1 - حسب المجلة السعودية للتعليم العالي فقد بلغت كراسي البحث في الجامعات السعودية (250) كرسي بحث حتى عام (2011م).. وأولها كان قد تأسس عام (1996م) في قسم الهندسة الكهربائية في جامعة البترول.. وأن معظم الدعم لهذه الكراسي يأتي من كبار الشخصيات في المجتمع.. ويكون بدافع شعور ذاتي نابع منها دون أية التزامات رسمية.
2 - علّق عضو في مجلس الشورى على الكراسي البحثية في الجامعات السعودية بأنها إعلامية، حيث لا توجد أي نتيجة ملموسة خرجت من تلك الكراسي حتى الآن رغم أن عمر أكثرها تجاوز خمس سنوات.. فطاف في بال البعض أن المقصود بهذا الاتهام هم رعاة وممولو هذه الكراسي.. لكن وبالإمعان قليلاً سوف نجد أن الممول غرضه نبيل وعمله نبيل.. وأن من الحيف أن يُتَّهم متبرع بِحُرِّ ماله بإخفاق مَنْ تسببوا في إهدار ماله!
3 - الكراسي البحثية فكرة نبيلة غايتها تقديم حلول علمية وفق مناهج البحث الأكاديمي لمواجهة المشاكل والصعاب التي تعترض التنمية بمحاورها العلمية والاقتصادية والاجتماعية.. وساعد في انتشارها في مدة وجيزة توجيه مصارف الأوقاف الخيرية لدعم البحث العلمي من خلال مشروعات وقفية.
4 - المشكلة التي واجهت تلك الكراسي وحَدَّت من فاعليتها هو أن الراعي نظر إلى الأمر على أنه مسؤولية مجتمعية واكتفى بتقديم دعمه دون متابعته وحث القائمين عليه.. ونظر القائمون على الكرسي إلى حالهم فوجدوا أنهم واقعون تحت سيطرة بيروقراطية معيقة.. فحينما وضعت الجامعات الشروط لسياسات العمل وإجراءات التنفيذ وقيود الإنفاق فقد غلبت الحذر الشديد حتى لا نقول سوء الظن.. وهذا يعيق أي حركة.. فضاعت الغاية النبيلة بين خطأ الرؤية لدى الراعي وتعقيدات التنظيمات الجامعية والنظرة المجتمعية الخاطئة من أنها ترف علمي تقدم عليه الجامعات لأغراض معيارية تهم الجامعة ولا تهم البحث.
5 - أيضاً عانت كراسي البحث من الخلط بينها وبين مراكز البحث.. فكراسي البحث العلمي تختص بمهمة محددة لوقت محدد.. وتعتمد على شخصية أستاذ الكرسي الذي يتولى متعلقات الكرسي البحثية كافة.. وسمعته العلمية هي التي على المحك.. أمَّا مراكز البحث العلمي فهي للمجالات كافة مع زمن مفتوح.. وتعتمد على هيئة علمية متخصصة تعمل وفق نظم وقوانين الجامعة.
6 - الخلاصة: الكراسي البحثية تجربة حديثة وما زالت في أولى خطواتها ونتطلع إلى أن تنعتق من إسار ما يعيقها.. وأن تتحول من مسؤولية مجتمعية إلى إضافة اقتصادية.