لا شك أنه في هذا العصر الحديث وقت تبيان الحقائق وانكشافها من أكثر من مصدر يطوف بك حول العالم وتنتقي ما يناسبك منها وحسب توجهك سواء الاجتماعي أو السياسي أو الثقافي أو الرياضي.. الخ.
وعندما تبحر في هذا الفضاء الواسع وتتعرض لكل شاردة وواردة تواجهك وتقف عندها يصبح عقلك وثقافتك المكتسبة هي من يقيم هذه الأخبار والتأكد من صحتها أو حتى الإشاعة تنظر إليها وتقرأها ولك أن تضحك أو تنبهر أو تتعجب وتستغرب!! ولكن المفارقة الغريبة هي عندما تضحك من صميم قلبك فتلغي حالة الإشاعة لتصبح وكأنها نكتة جاءت في غير وقتها ولكنها عند الغير شغلت عقله وشلت تفكيره وأصبح يقف أمامها بين مصدق أو مكذب.
وعندما تقف المملكة بحزم وصرامة ضد من كل من يحاول بث السموم والأكاذيب المغرضة والتي لا أساس لها من الصحة ترسل رسالة لها مغزى بأن هذه الدولة ليس لديها ما تخفيه وتعبر عن السياسة الحكيمة التي انتهجتها منذ عهد الموحد وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - وأنها سياسة واضحة لا مواربة فيها.
عطفاً على ذلك جاء تصريح المصدر المسؤول في المملكة والذي ينفي ويكذب ما زعمته صحيفة «الصنداي تايمز» البريطانية في خبر نشرته مؤخراً عن أن هناك اتصالات سعودية إسرائيلية» وأشار المصدر إلى عدم وجود أي نوع من العلاقات أو الاتصالات مع إسرائيل من أي نوع كان وعلى أي مستوى.
وبالرجوع إلى وقت سابق ليس بالكثير دأبت هذه الصحيفة على بث الأخبار غير الصحيحة بتاتاً ومنها ما نشرته بتاريخ 28 /09 /2009م من أن رئيس جهاز الأمن الخارجي البريطاني مع رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية «الموساد» قد اجتمعوا مع مسئولين سعوديين في لندن وأنه قد اتفق خلال الاجتماع بأنه في حال قيام إسرائيل بضرب المنشأة النووية الإيرانية الجديدة فإن المملكة العربية السعودية ستغض الطرف في حال قيام المقاتلات الإسرائيلية بالتحليق فوق أراضي المملكة ، كما جاء في الصحيفة البريطانية. هذا ما جاء على لسان المصدر السعودي المسؤول حينها.
وقد أكد المصدر أن ما جاء في تلك الصحيفة أمر عار من الصحة جملة وتفصيلا. وطالب المصدر المسؤول القائمين على الصحيفة البريطانية بتكذيب الخبر الذي لا أساس له من الصحة التزاماً بالمصداقية الصحفية.
وعندما يتم التعرض لأخبار هذه الصحيفة المزعومة ويعرف الطرف الثابت في كل الخبرين وهو إسرائيل وإيران له أن يختار بين أمرين إما الذهاب إلى أبعد ما يكون من هذه الأخبار وتأوليها الى أمور غير صحيحة أو تصديقها والأمر الآخر هو النظر في ثبات موقف المملكة في سياستها الخارجية وأنها لا تقف موقف المعتدي أو المساعدة على ضرب دولة مجاورة ومسلمة مهما كان الأمر وبالتالي فتح مجالها الجوي لمهاجمة الدول أي كانت ليس من شيمها ولا عروبتها ولا يقره عقل ولا دين فدائماً ما تعبر المملكة عن رأيها بصدق وأمانة بشكل علني يستحق الإشادة والتقدير والاحترام التام. بدلاً من التشكيك في بلد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي والتي هي محط أنظار المليار والنصف مسلم، حول العالم ومليكها هو خادم الحرمين الشريفين الذي ارتضى لنفسه هذا الاسم دون غيره مع حرصه حفظه الله على خدمة الإسلام والمسلمين وتوحيد صفوفهم في هذا الوقت الدقيق وسط المتغيرات المتلاحقة لمواجهة المخاطر التي ألمّتْ بالأمة الإسلامية من احتمالات التجزئة والفتنة في الوقت الذي تحتاج فيه إلى وحدة الصف واجتماع الكلمة.