أعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض أمس الاثنين انه لن يشارك في مؤتمر جنيف 2 الشهر المقبل للبحث عن حل للازمة السورية، في حال تواصل القصف الجوي العنيف الذي تشنه القوات النظامية على حلب (شمال) وريفها منذ تسعة أيام.
وقال الأمين العام للائتلاف بدر جاموس «في حال استمر القصف الذي يمارسه نظام الأسد ومحاولته لتصفية الشعب السوري، فإن الائتلاف لن يذهب إلى جنيف»، وذلك في بيان للائتلاف أفاد كذلك بأن رئيسه أحمد الجربا اتصل بوزيري خارجية بريطانيا وفرنسا بهدف «وضعهما (...) في صورة الاعتداءات اليومية التي يقوم بها نظام الأسد عبر استخدامه البراميل المتفجرة والطيران الحربي مخلفاً وراءه عشرات الضحايا».
ميدانياً ارتفع عدد ضحايا قصف قوات النظام السوري اليوم بالبراميل المتفجرة من طائرات مروحية على حي مساكن هنانو في شرق مدينة حلب اليوم إلى 56 شخصاً.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية إن «بين القتلى سبعة من مقاتلي المعارضة، لافتا الانتباه إلى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع كون عشرات الأشخاص أصيبوا بجروح بالغة أو لا يزالون مفقودين».
وأضاف عبدالرحمن إن: «النظام السوري يحاول تأليب السكان المقيمين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة ضد الأخيرة، وللقيام بذلك فإنه يقتل ويجبر الناس على الفرار».
فيما سقط العديد من الضحايا في مجزرة مروعة ارتكبتها قوات النظام السوري بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيم درعا جنوب سوريا كما سقط 4 فلسطينيين آخرين في أنحاء متفرقة بالأراضي السورية. وأشارت « مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا « التي تتخذ بيروت مقرًا لها في بيان أمس أن الضحايا سقطوا جراء القصف الجوي العنيف الذي تعرض له المخيم, مبينة أن القصف تزامن أيضًا مع قصف مدفعي عنيف تعرض له المخيم من مواقع قوات النظام التي تحاصره منذ عدة أشهر.
ولفت البيان إلى أن من تبقى من سكان المخيم يشتكون من نقص شديد في المواد الغذائية والأدوية ومواد التدفئة وغيرها من الاحتياجات المعيشية الضرورية. إلى ذلك أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس الاثنين أن روسيا أرسلت جوا إلى سوريا 75 شاحنة ومعدات أخرى للمساعدة في عملية إزالة وتدمير الأسلحة الكيميائية السورية.
وقال شويغو للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال بالفيديو «على مدى ثلاثة أيام بين 18 و20 كانون الأول/ديسمبر تم نقل 75 وحدة من المركبات بينها 50 شاحنة من نوع كاماز و25 عربة مدرعة نوع اورال جوا إلى مطار اللاذقية». ونقلت وكالة ريا نوفوستي الحكومية عن شويغو قوله إن روسيا أرسلت معدات أخرى دون تقديم تفاصيل إضافية. وكان سفير روسيا إلى دمشق أكد الأسبوع الماضي أن موسكو أرسلت 10 طائرات إلى مدينة اللاذقية الساحلية للمساعدة في تلك العملية. وقاتل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن شاحنات مدرعة روسية ستساعد في نقل الأسلحة الكيميائية السورية إلى الخارج. والخطة الأميركية الروسية المتعلقة بتسليم سوريا ترسانتها الكيميائية منعت تسديد ضربات أميركية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يخوض حربا ضد المعارضة منذ آذار/مارس 2011.
وإلى ذلك رحب وزير الخارجية المصري نبيل فهمي «بالتقدم الذي يحرز كل يوم باتجاه عقد المؤتمر الوزاري لبحث تطبيق مقررات وثيقة مؤتمر جنيف 1 بشأن الوضع في سورية». وطالب الوزير فهمي في بيان لوزارة الخارجية بالقاهرة أمس الاثنين بأن «تدخل كافة الأطراف السورية إلى عملية التفاوض بنية خالصة نحو التوصل إلى حل سياسي يقي الشعب السوري المزيد من القتل والدمار الذي يحصد أرواح العشرات والمئات يوميا». كما طالب الوزير الأطراف الإقليمية والدولية بالعمل من أجل مساعدة السوريين في التوصل إلى «تسوية سياسية تنهى المأساة الإنسانية التي يعانون منها». وأكد أن مصر من جانبها «تعمل وستعمل على دعم الحل السياسي ودعم المفاوضات المقرر أن تجرى في سويسرا اعتبارا من عقد المؤتمر (جنيف) 2 يوم 22 كانون ثان/ يناير القادم، من أجل التوصل إلى تسوية تحقق طموحات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية وتحفظ لجميع السوريين حقوقهم في المساهمة إيجابيا في مستقبل بلادهم».