موجة الثلوج والصقيع التي مرت على المملكة ورصدت (الجزيرة) بكاميرتها صوراً عنها في شمال المملكة وبعض الدول المجاورة ومن خلال هذه المقالة أوصلني إلى أجواء المنطقة الوسطى التي تقع في قلبها الرياض عاصمة المملكة شيء بديهي ومعروف أن منطقة الرياض تعتبر منطقة صحراوية تخلو من الأنهار وبعيدة عن البحار وأجوائها شديدة الحرارة صيفاً وقاسية البرودة شتاء.
وفي العشر السنوات الماضية تناوبت على تلك المنطقة موجات شديدة من الغبار الكثيف ومن شدة كثافته ينقل للمستشفيات أعداداً من الناس خاصة المصابين بأمراض الحساسية والربو.
ومرت على منطقة الرياض سنوات عجاف قليلة المطر في أفضل مواسمه الوسمي والخريف وتعتبر المنطقة الوسطى من أفضل المواقع لنمو أنواع العشب وعندما ترزق بأمطار غزيرة في مواسمها تتحول الصحارى إلى خمائل بها أفنان من الزهور والورود كما أن مختلف أنواع العشب يستفيد منه العطَّارون لصنع الأودية الشعبية استناداً إلى ما أشرت إليه نحن الآن في بداية فصل المربعانية الذي يتميز بالبرودة الشديدة واحتمال هطول الأمطار بفضل الله ومن هذا المنطلق يتسابق الناس صغاراً وكباراً على ارتياد الصحارى للتمتع بالأجواء الشتوية (وشبة النار) التي يلتم حولها المتنزهون داخل المخيمات وخارجها، أما التمتع بالنار داخل المنازل فله عدة طرق مثل استخدام مشبات النار التي تستهلك كمية من الحطب في موسم الشتاء والبعض الآخر يلجأ إلى استخدام موقد النار المتنقّل المسمى (منقد) والذي غالباً ما يستخدم فيه الفحم ومن خلال هذا الطرح أود أن أتوجه لأخواتي وإخوتي القراء بنداءين:
الأول هو سميت النار بالعدو لأنه لا يمكن مغادرة المكان والنار قائمة وندائي هو اتخاذ الحيطة والحذر عند إيقاد النار لتلافي حدوث الحرائق لا سمح الله والتأكد من عدم ترك أي شخص ينام في مكان مغلق وحوله نار سواء كانت مشتعلة أو جمراً والتأكد من إخماد النار بعد الانتهاء من حاجتها حمانا الله وإياكم من شرور الحرائق.
أما النداء الثاني فهو متعلّق برحلات البراري أتوجه لقاصدي البر الذين يعمدون إلى إقامة المخيمات أن تكون النظافة لديهم واجباً مستمراً لكي يبقى مكان التنزه نظيفاً لهم ولغيرهم وأفضل أسلوب للتخلص من النفايات هو دفنها للحد من مصادر نمو الحشرات الزاحفة والطائرة وحيث الصحارى ملك للجميع فإنه من واجب أصحاب المركبات محاولة عدم السير فوق المناطق الخضراء لأن مرور المركبات في المواقع المعشبة يتلفها وذلك الإجراء غير منطقي وخسارة لكل رواد البر وبقاء مواقع التنزه على طبيعتها وعدم سلب عذريتها يجعلها أكثر بهاء وجمالاً وتبقى ممتعة لجميع زائريها.
كتبت هذه المقالة كرسالة مودة لكل عشاق الكشتات وخصوصاً أنه ولله الحمد والمنة صارت هذه الأيام معظم الصحارى حول مدينة الرياض مزدهرة بالعشب (والغدران) أي المحلات التي تتجمع فيها مياه الأمطار.. أسعد الله الجميع وأدام نعمته على بلادنا الغالية.
تنبيه:
يمكن استخدام عدة طرق للتدفئة في المنازل من غير استخدام الفحم أو الحطب للتقليل من حوادث الحرائق لا سمح الله.