** والله شيء غريب
يتصل المواطن بإحدى الوزارات للسؤال عن معاملة فلا يستطيع أن يصل إلى نتيجة، فالسنترال لا يرد وليس هناك أرقام لإدارات الاتصالات معلنة، بينما الديوان الملكي تاج الأجهزة الحكومية هناك رقمان؛ واحد للاتصال من الداخل والثاني للاتصال من الخارج وما أن تتصل حتى يرد عليك المتصل موظف سعودي مدرب وما أن تعطيه رقم المعاملة حتى يعطيك - بكل لطف - الإجابة عما تسأل عنه، وماذا تم بخطابك، فتشعر بالامتنان فعلاً من هذا التعامل الإنجازي والراقي الذي تم بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ليكون ديوانه قدوة لمؤسسات الدولة الأخرى.
المطلوب أن يكون الديوان الملكي - فعلاً - قدوة لبعض الوزارات؟.
هل يريدون أن يأتي لهم المراجع بنفسه ليسأل ويعرف عن خطابه ومعاملته؟ وماذا عن النساء وكبار السن؟ وماذا عن المواطنين الذين يكونون خارج الرياض أو جدة، هل يسافرون ليعرفوا فقط ماذا تم بمعاملاتهم.
نحن الآن في عصر التقنية ومتجهون لتطبيق الحكومة الالكترونية التي توظف المنجز التقني للتيسير على الناس وتخفيف الضغط على حركة المرور وإنجاز العمل وراحة المسؤول معاً، ومن أبجديات التيسير التقني وضع رقم موحّد يعمل فيه موظفون مدربون للرد على المراجعين وإخبارهم ماذا تم بمعاملاتهم فيريحونهم ويريحون أنفسهم من المراجعة الشخصية لهم.
=2=
** بين فرح القدوم وشجن الرحيل **
** أحياناً عندما تفكر بمن تحبهم كثيراً من أبناء أو أصدقاء أو أحباب بودك - لو استطعت - أن تخفض من درجة محبتك لهم..!
وهذه الرغبة ليس بسبب أن صدرك ضائق بمحبتهم، وأن قلبك لا يتسع لمساحات حبهم..!
لكن هناك شيئاً يحفزك على هذه الرغبة وهو تخفيف الفاجعة على مشاعرك عندما تفقدهم أو تتخيل فقدهم..!
وهذا ليس ضرباً من التشاؤم.
لكنها حقيقة يجب أن نسلم بها.. فأنت إن لم تفارقهم بالدنيا بسبب بعد الشقة بينك وبينهم فسوف تبتعد عنهم قصراً عندما يزورك أو يزورهم ريب المنون..!
ولهذا لابد أن توطن نفسك على فقد هؤلاء الذين تشعر أنه لا نكهة للحياة بدونهم.. بل نتصور أحياناً أنك لا تستطيع أن تعيش الحياة بدونهم..!
إننا عندما نقلل من كمية أمطار محبتهم في حقول نفوسنا فنحن نسعى إلى تخفيف حدة فراقهم بالدنيا، وفاجعة فقدهم عندما يرحلون إلى الدار الأخرى.
إن مرارة الفراق تهون قليلاً - وإن كانت مؤلمة - عندما تكون على ظهر هذه الأرض.. لكن الأوفر شجي عندما يكون الغياب تحت باطن الأرض .. وهنا لا تبقى سوى رحمة الله مؤنسا ومواسيا.
يا إلهي.
إن رحمتك كبيرة .. فبقدر ما يصيبنا به قضاؤك من نوازل فإن رحمتك التي تربط بها قلوبنا تخفف عنا كثيراً من مواجعها.
ورحم الله المعري الذي جسد رؤيته الصائبة في مشهدي فرح القدوم وشجن الرحيل:
(( إن حزنا في ساعة الموت إضعاف
سرور في ساعة الميلاد))
=3=
** شجاعة **
** قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأحد ولاته:
(( لا يمنَّعك قضاء قضيته بالأمس ثم راجعت فيه رأيك وهُديت فيه إلى رشدك من مراجعة الحق، فإن الحق قديم والرجوع إلى الحق خير من التمادي بالباطل)).
=4=
**آخر الجداول**
- للشاعر عبدالرحمن العشماوي:
(ياوردة أكبرت أن ألمسها
أخشى بأن يفسدها اللمس
للطهر في أعماقنا ألق
يسمو بنا ولجرحنا يأسو)