ليس من الحكمة دائماً أن نغض الطرف عن بعض السلوكيات، وندس رؤوسنا في التراب كي لا نراها، أو خشية أن يرانا أحد ونحن نراها!
لذا سنتطرق اليوم لقضية مهمة ارتبطت باحتفالات العام الميلادي الجديد وسلوكيات البعض من أبنائنا، وحتى أكون منصفاً ومن بعض (شيباننا) كذلك، ممن يفضّلون الحصول على إجازة توافق هذه الأعياد والسفر للاستمتاع بالخارج؟!
من المضحك جداً أن تنتشر صور لعدد من (الشبان الخليجيين) عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهم يحتفلون بالسلاسل، ولبس قبعة (بابا نويل) هذه الشخصية الخرافية التي ارتبطت باحتفالات أصدقائنا من (غير المسلمين)، دون معرفة بأثر ذلك أو على ما يدل؟!
الرجل العجوز (بابا نويل) يسوَّق له في قصص الأطفال بأنه يعيش في القطب الشمالي مع زوجته (سانتا كلوز) والكثير من الأقزام الذين يصنعون الهدايا، ويجرون العربة على الثلج، ليقوم بتوزيعها في الأيام الدينية المسيحية على الأطفال والبيوت من خلال دخوله مع شبابيك المنازل أو المداخن في الشتاء؟!
بكل تأكيد أنا لا أتكلم من ناحية المحظور (الديني أو الشرعي) فأعان الله من يقوم بهذه المهمة، ولكن لماذا نتجاهل التأثير النفسي والتربوي والأخلاقي على أسرة من يسافر للاستمتاع باحتفالات (رأس السنة) أو (الكريسماس)، ونغض الطرف عن هذه الممارسات (غير السياحية) وفي هذا التوقيت تحديداً؟!
لماذا لا نعترف بأن أفواجاً من أبنائنا يسافرون للاحتفالات بالأعياد (المسيحية) خارج البلاد بقصد أو بغير قصد؟!
أنا لست ضد السفر والتعرّف على الثقافات الأخرى نهاية (ديسمبر) وبداية (يناير)، ولكن السلوكيات التي يكتسبها بعض هؤلاء نتيجة الأجواء وحريات (رأس السنة) والممارسات التي يقومون بها، تتطلب القيام بدور (توعوي ما) من قبل (هيئة السياحة) أو بعض الجهات التربوية الفاعلة!
بالطبع من حق الناس أن تسافر في أي وقت وإلى أي مكان، وأن تستمع بحياتها وحرياتها وبالطريقة التي تعجب كل إنسان، ولكن أخشى أن تتفاقم المشكلة اجتماعياً وتربوياً (أكثر فأكثر) إذا استمر الوضع على ما هو عليه دون تنبيه أو دراسة لمعرفة أعداد ونسب المسافرين والأسباب!
يا خوفي يطلع لنا بكرة من يحيك (بهابي كريسماس) أو (هابي نيويير) وكأنه يقول (وش علوم الذود)؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.