لُوحظ تزايد نسبة التأخر لدى الطلاب الجامعيين عن محاضراتهم، وخصوصًا في الفترة الصباحية المتمثِّلة في المحاضرات الأولى، وبما أنني طالبٌ جامعيٌّ في السنة الرابعة فقد كنت أتاخر أحيانًا عن القدوم للمحاضرات، وترجح أن أسباب تأخري إلى بُعْد المسافة بين سكني ومقر الجامعة، ولكوني أسكن في منطقة نائية تُعدُّ الخدمات العامَّة فيها قليلة، وعند سؤالي لعدد من الطلاب اتضحت لي الرؤية أن هناك أكثر من سبب أو مشكلة تُعدُّ من أبرز المشكلات التي تؤخرهم عن القدوم إلى المحاضرات. واستطيع أن أذكر بعضًا منها وهي:
وجود بعض الطلاب في مناطق وعرة التضاريس كالمناطق الجبلية، وانعدام سبل المواصلات في مناطق أخرى، وتفاوت أوقات المحاضرات عن بعضها بعضًا. فتجد الفارق الزمني بين المحاضرة والأخرى بين أربع إلى خمس ساعات أو أكثر، وكذلك ازدحام السير في بعض نقاط التفتيش وعدم تيسير حركة السير، وبالأخص في الفترة االصباحية، وأيْضًا زحمة السير في المدن التي توجد بها الجامعات والكليات، وكذلك عدم توفر مواقف كافية للطلاب في الكليات، ولا ننسى السهر لدى بعض الطلاب ونومهم المتأخر وغير ذلك..
ومن الأسباب أيضًا تحمل بعض الطلاب عبء مسؤوليات الحياة ومن أبرزها: إعالة الأسرة والمراجعات في الدوئر الحكوميَّة وغيرهما، ولكن هذه الأسباب التي ذكرتها ليست كل الأسباب التي تُؤدِّي إلى تأخير الطلاب الجامعيين عن دوامهم وإنما تختلف باختلاف المناطق واختلاف توفير الخدمات.
ولعل الدور الأكاديمي من (دكاترة وأساتذة ومعيدين... الخ) له أهميته في تحفيز وشحن الطلاب وغرس حبِّ المحاضرات لديهم وتوعيتهم من خلال إلقاء المحاضرات والندوات حول أهمية الدوام لدى الطالب الجامعي والتنبيه عليه بالتبكير الصباحي لما يجنيه في مستقبله وفي عمله من التبكير، ونستدل على ذلك بقول المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم: (بورك لأمتي في بكورها).