لا شك أن وسائل الاتصال الحديثة كالجوال والهاتف والإنترنت وغيرها من وسائل الاتصال والتواصل الحديثة أصبحت تشكل جزءا مهما من حياة الشعوب المتحضرة واستخدامها أصبح متاحا للعموم، الكبير والصغير على حد سواء، لذا فالكثير من الأبناء اليوم يعرف الكثير من خبايا ومزايا تلك الوسائل أكثر مما يعرفه الكبار أو يحيطون به، فأصبح جيل الأبناء يتفوق على جيل الآباء والأمهات في التعرف على كيفية ومزايا استخدام تلك الوسائل مما جعل الكثير من الآباء يشعر بالكثير من التوجس والخوف حيال ذلك المجهول، وقد أوضحت الكثير من الدراسات والبحوث في مجال تأثير وسائل الاتصال، الكثير من الفوائد الإيجابية والأثر الايجابي على الحياة من حيث توسيع مدارك مستخدميها وإلمامهم بما يحدث في المجتمع الكبير الذي يعيشون فيه ولكن مع ذلك لم تغفل تلك الدراسات الأثر السلبي والكثير من المخاطر في حال الاستخدام الخاطئ أو غير المقنن لتلك الوسائل، فمن الآثار الإيجابية لاستعمال تلك الوسائل القدرة على البحث المعلوماتي والحصول على المعلومات بطريقة سهلة ومبسطة ومن مصادر عدة، كذلك القدرة على التواصل السهل مع الأصدقاء أو متابعة الدروس وحل الواجبات، وكذلك التسلية والقضاء على وقت الفراغ بمشاهدة بعض المقاطع والأفلام الترفيهية الهادفة والألعاب الحديثة مع التعرف على ثقافة المجتمعات الأخرى، وكما أن هناك آثارا إيجابية، فهناك أيضا آثار سلبية نتيجة الاستعمال الخاطئ أو غير المقنن لتلك الوسائل، ومنها : انعزالية المستخدم وتأثير ذلك على العلاقات الاجتماعية والتواصل مع الأسرة بما قد يمكثه من الساعات الطوال أمام تلك الوسائل، كما يتأثر المستخدم ببعض المعتقدات والديانات المضادة لعقيدته نتيجة تأثره ببعض المشاهد والثقافات المختلفة، كذلك قد يحدث الانحراف أو الجنوح للعنف نتيجة للمشاهدة غير المقننة، لذا وللاستفادة من تلك الوسائل مع عدم المنع الذي يجعل المستخدم يحصل عليها من مصادر أخرى بعيدا عن مراقبة الأهل، فلابد من متابعة الأبناء واحتوائهم عاطفيا مع التوعية بأضرار وفوائد تلك الوسائل والمراقبة المستمرة عن بعد مع تعزيز الجانب الديني والسلوك التربوي السليم لدى الأبناء وملاحظة ما قد يبدو منهم من تصرفات أو سلوكيات غير مقبولة ومعالجة ذلك في حينه. أخيرا فالتربية السليمة وتنمية الوازع الديني لدى الأبناء مع توفير البدائل السليمة والاحتواء العاطفي تقي بمشيئة الله منرر تلك الوسائل والله خير حافظ.