لو فرضنا أن هناك ناقداً واحداً على الأقل في مُقابل كل 1000 شاعر في ساحة الشعر الشعبي ربما يكون الوضع أفضل بكثير مما هو عليه الآن، لكن النقاد أصحاب الجهود الملحوظة يعدون على أصابع اليدين ولا يشكلون إلا نسبة ضئيلة في مُقابل أعداد الشعراء الهائلة، وقلة عدد النقاد أمر متوقّع ما دام الاهتمام ينصب على نشر إنتاج الشعراء دون عناية بمنح النقاد مساحة للتعبير عن آرائهم.
بداح السبيعي
أعتقد أن التجارب النقدية مقارنة بالتجارب الشعرية هي تجارب قليلة؛ ذلك لأن من يمتلك القدرة على النقد هو في الأساس شاعر متمكّن، لذلك لا يمكنه مقاومة إغراء الشعر وشهرته وجماهيريته، فيميل إلى الحضور من خلال القصيدة، مؤجّلاً موهبته النقدية ومعطلاً إمكانات الناقد بداخله إلى أن تتلاشى وتفنى.
علي الضوي
الشاعر الحقيقي ليس من الضروري أن يكون ناقداً ناجحاً والعكس صحيح فإن للنقد مدارسه الخاصة وهناك نقاد لا يستطيعون كتابة قصيدة واحدة, فأدوات الناقد تختلف عن أدوات الشاعر وإن كانا مكملين لبعضهما البعض.