بغداد - الانبار - الفلوجة - نصير النقيب - الجزيرة:
دعا رئيس وزراء العراق نوري المالكي الجيش أمس الثلاثاء الى الانسحاب من المدن وتسليمها للشرطة، في اشارة الى مدينتي الرمادي والفلوجة في الانبار، وهو مطلب رئيسي للنواب الذين قدموا استقالاتهم احتجاجا على فض اعتصام المحافظة السنية، ووجه المالكي بالاستماع الجاد لمطالب اهل الانبار «المشروعة»، مؤكداً على ضرورة سماع تلك المطالب منهم وليس من الذين لا يريدون حلاً لهذه الازمة.
وقال المالكي في بيان صدر عنه انه وجه جهد الوزارات كافة لتوفير الخدمات المطلوبة لاهالي الانبار»، موجها بـ»الاستماع الجاد لمطالب اهل الانبار المشروعة التي يجب ان نسمعها منهم وليس من الذين لايريدون تنفيذها ولا يرون حلاً لهذه الازمة».
يأتي ذلك في الوقت الذي اعلن فيه ائتلاف متحدون بزعامة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي عن ان استقالة نواب الائتلاف من البرلمان مؤقتة بانتظار ما ستؤول إليه الأمور في قادم الأيام. وكان نواب ائتلافي متحدون وجبهة الحوار الوطني قد أعلنوا عن تقديم استقالاتهم إلى رئيس المجلس احتجاجا على التطورات الأخيرة في الانبار في مؤشر على تصاعد التوترات السياسية والأمنية في البلاد وقالت النائبة عن ائتلاف متحدون انتصار الجبوري لـ» الجزيرة «، «قدمنا استقالة الى مجلس النواب اعتراضاً على عدم احترام حصانة النائب البرلماني من قبل الحكومة واعتداء قوات الجيش العراقية على ابناء الشعب العراقي ومخالفتها للدستور.
ونشبت التوترات الأخيرة بعد اعتقال قوات الأمن النائب السني أحمد العلواني وقتل شقيقه وعدد من حراسه السبت، وجاءت استقالة النواب على خلفية أحداث الانبار في أعقاب فض القوات الأمنية العراقية اعتصام المحافظة القائم منذ نحو عام، وتقول السلطات الأمنية العراقية إنها فضت اعتصام الانبار لأنه بات مأوى لمسلحين من تنظيم القاعدة، واندلعت اشتباكات بين مسلحين وقوات الأمن في الرمادي والفلوجة بينما دعا علماء الدين السنة سكان المحافظة للدفاع عن انفسهم وقطع الطرق أمام امدادات الجيش وقتل 10 مدنيين وجرح 20 آخرين بحسب ما افادت مصادر طبية.
وبدأ الاعتصام قبل نحو عام بمظاهرات احتجاج على ما يعتبره المتعصمون تهميشاً للسنة من جانب حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، وزادت حدة العنف هذا العام مع استهداف المسلحين المرتبطين بالقاعدة للحكومة وكل من يعتبرونه مؤيدا لها، وهو ما أثار القلق من تجدد الصراع الطائفي الذي أودى بحياة عشرات الآلاف في 2006 و2007.
من جهته دعا مجلس علماء الفلوجة «ثوار العشائر» إلى التعاون مع قوات الشرطة المحلية ومساندتهم في بسط الأمن العام بالفلوجة، وقال بيان للمجلس بثته مساجد الفلوجة عبر مكبرات الصوت، إن «على جميع ثوار العشائر الكرام الانتباه من المندسين الذين قد يحاولون تشويه الصورة وبث الفوضى والتعاون مع الشرطة المحلية لبسط الأمن والنظام في المدينة»، معتبراً أن «التعاون سيقطع دابر من يريد السوء بالمدينة».
ووردت أنباء عن انسحاب قوة عسكرية من مدينة الرمادي بعد وقوع إصابات في صفوفها وتضرر عدد من آلياتها خلال الاشتباكات مع مسلحي العشائر، إلا أن زعيم مجلس إنقاذ الأنبار حميد الهايس نفى ذلك فيما بعد، وأوضح أن الاشتباكات محصورة في شمالي الرمادي وأن الوضع تحت السيطرة.
من جهته رفض مفتي الديار العراقية فضيلة العلامة رافع الرفاعي التهديد الذي اورده المالكي عن ساحات الاعتصام والاعتداء على المعتصمين والنائب في البرلمان احمد العلواني، ووجه مفتي الديار العراقية نداءه الى عشائر الجنوب الشيعية بعدم زج ابنائهم في نار اودعهم المالكي فيها، ودعا المرجعيات الى اعلان موقفها صراحة لان الموقف لا يتحمل المجاملات الفارغة وطالب الشرطة في المحافظات الى الوقوف مع ابناء محافظاتهم وطالب العشائر بعدم التعرض لهم وطالب مفتي الديار بقية المحافظات بالقيام بمهامهم للوقوف مع اهالي الانبار وطالب الرفاعي بعدم السماع الى اي تصريح سياسي قبل تقديم استقالته وطالب المنظمات الدولية الى عدم التفرج ومنع استمرار الانتهاكات التي تنتهج بحق العراقيين.
من جهته قال الناطق الرسمي باسم المحافظات المنتفضة الست الشيخ محمد طه حمدون ان الحكومة تحاول اشعال الحرب الطائفية بين ابناء الشعب الواحد برغم كل ما قدمه الحراك الشعبي لمنع اشعالها عبر الاستجابة لما تريده حقنا للدماء، واشار حمدون الى ان استمرار الحكومة بسياساتها هذه فإنها ستذهب بالبلاد الى المجهول.
وفي السياق نفسه دعا عالم الدين السني البارز الشيخ العلامة عبد الملك السعدي سكان مدينة الفلوجة في محافظة الانبار بقطع الطرق أمام من اسمتهم بـ»المعتدين» في إشارة إلى قوات الجيش والشرطة المنتشرة على طول الطريق الممتد للرمادي، ويسود هدوء مشوب بالحذر في مدينة الرمادي بعد اشتباكات بين ابناء العشائر وقوات الأمن التي تحركت لرفع خيام يعتصم فيها محتجون منذ نحو عام وقتل 10 مدنيين وأصيب 20 آخرون في الاشتباكات بحسب ما افادت مصادر طبية، في وقت ذكرت فيه المصادر باندلاع اشتباكات بين مسلحين من سكان الفلوجة وقوات الجيش والشرطة المرابطين على الطريق الممتدد للرمادي. وطالب السعدي بالتهدئة واطفاء نار الحرب، ووصف الحكومة بـ»الطائفية» وطالبها بالانسحاب فورا من الانبار، وقال في بيان «لا تستجيبوا للحرب والموت على غير الإسلام لان المهاجم لا يموت على الإسلام وهو الخاسر وإياكم ان تدخلوا النار لحماية حاكم ظالم لم يقدم لشعبه غير الفقر والطائفية والجوع». وخاطب أهالي الانبار بالقول «عليكم الصبر ودفع الظلم عن انفكسم بكل ما تستطيعون ببسالة وشجاعة لأنكم مظلومون والعدو الغاشم يريد ان يهينكم في عقر داركم.