الجزيرة - زيد السبيعي:
برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز افتتح معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل ظهر أمس الثلاثاء الملتقى العلمي الأول (تقويم جهود المناصحة وتطوير أعمالها)، في قاعة الشيخ عبدالعزيز التويجري بمبنى المؤتمرات، وبحضور سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، وبمشاركة مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، والإدارة العامة للأمن الفكري بوزارة الداخلية.
وبدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم أوضح وكيل الجامعة لشؤون المعاهد العلمية رئيس اللجنة العلمية الأستاذ الدكتور إبراهيم بن محمد قاسم الميمن بأن الجامعة تقدم بفخر واعتزاز ملتقى تقويمياً تعده غرة أعمالها الوطنية وتتوج به منظومة الفعاليات المرتبطة بما تقدمه دولتنا المباركة في خدمة هذا الدين بتنقيته من غلو المتطرفين وضلالات المبطلين وإرهاب المعتدين والتحزبات والتفرق المشين وخدمة هذا الوطن.
ثم ألقى أستاذ الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة الأستاذ الدكتور عبدالسلام بن سالم السحيمي كلمة أعضاء لجان المناصحة، والتي بين فيها بأن الأمة تعاني من الانحرافات الفكرية وخاصة بين أوساط الشباب ومنشأ ذلك الجهل بحقيقة الدين وعدم معرفة أصوله وقواعده والتفقه فيه وعدم الرجوع للعلماء المعتبرين مع الغيرة والحماسة غير المنضبطين ويلاحظ هذا بوضوح لدى الكثير من الموقوفين وقد يصاحب ذلك سوء قصد وسوء فهم ممن يغرر بالشباب.
عقب ذلك أشار سماحة مفتي عام المملكة بأن الله أخبر في كتابه أن من وظيفة الأنبياء النصيحة لأممهم قال جل وعلا عن قوم نوح {وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}، وذكر بأن النصيحة حقيقتها تبيين الحق وتبيين الباطل بحكمة ورفق والدعوة الصادقة ونشر الخير، وحذر من الفهم الخاطئ لدى بعض الشباب والذي يدعو إلى اختلال الأمن لأن كثيرا من الناس فهموا النصيحة على غير مفهومها وكان الخوارج في عهد الصحابة فهموا النصيحة بأنها إعلان القتال لكل مخالف وسفك الدماء واستباحة الأموال وتكفير المؤمنين والخروج على ولاة الأمر وتشتيت الأمن وإعلان الفوضى.
من جهته بين معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل أن من مبادئ هذا الدين الرحمة التي من خلالها يتم كل عمل يرحم فيه الخلق أيا كان نوعهم صغارا وكبارا ذكوراً وإناثاً. وأشار معاليه بأن المناصحة التي انتهجتها هذه الدولة المباركة برعاية كريمة وتأييد وتسديد ومباركة ودعم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمير سلمان بن عبد العزيز وسمو النائب الثاني الأمير مقرن بن عبد العزيز أصبحت معلما من معالم هذه البلاد ومحطا للنظر ومضربا للمثل للاستفادة منها ومن معطياتها ونتائجها الأمر الذي معه جاء عقد هذا الملتقى لتعزز جوانب الإيجاب ويبحث عن السلبيات فيعالج وتسدد ويوجد لها الحلول المناسبة، وإن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لتفخر وتعتز بأنها حاملة لواء علوم السيادة والريادة كعلوم الشريعة والعلوم العربية وغيرها من العلوم التي يمكن أن يستفاد منها في هذا الاتجاه، وقد حرصت الجامعة على مد الجسور والأيدي إلى كل مؤسسات الدولة حكومية وأهلية عامة وخاصة وغيرها لتدلي بدلوها وتشارك بالحلول المناسبة في هذا العصر المتصارع الذي إذا لم نخلص فيه من أجل خدمة ديننا ووطننا وتحقيق تطلعات ولاة أمرنا فإن العجلة ستدور وأرباب السوء والشر سيعملون كل ما في وسعهم من أجل إفساد ما تنعم به بلادنا من الإيمان والأمن والطمأنينة ورغد العيش. وفي ختام كلمته شكر ولاة الأمر، كما شكر وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز على جهوده وأعماله في سبيل استتباب الأمن تحقيقا لتطلعات ولاة الأمر، كما شكر سماحة المفتي على جهوده الموفقة وأعماله المخلصة الصادقة التي دائما ما نرى آثارها علينا ، يذكر أن الحفل تخلله فيلم المناصحة رؤية وأثر.