من الناحية الاقتصادية فإن ما يصرف على المخدرات والخمور يكاد يفوق ما يصرف على الطعام في العالم كله!.. وفي المملكة تستنزف المليارات الطائلة فيما يدعى (الاقتصاد الأسود) وهو فعلاً أسود من السواد، نفسه يتم به خراب العقول والبيوت والقلوب والجيوب والمملكة مستهدفة بهذه (القاذورات) للوفرة المالية والأسباب أخرى منها الحرب الخفية على الإسلام والمسلمين بتدمير شبابهم، وهي - مع الربا الماحق - تجارة اليهود من أقدم الأزمان، وقد لخص ذلك شكسبير في شخصية (شيلوك اليهودي) الذي كان - كما اليهود - مرابيا محتقراً يبصق عليه (انطونيو) الذي اضطر للاستدانة لتسديد تجارته القادمة على باخرة، اشترط اليهودي أن يأخذ (رطلاً) من لحم المستدين إذا حل الموعد ولم يسدد! وافق التاجر المسيحي لثقته بوصول الباخرة لكنها غرقت! طلب المرابي أن يكون (الرطل) من (القلب)!
قلت: والمخدرات والخمور أبشع وأجشع المرابين في العالم! لأن ما تعطيه من نشوة مزعومة تأخذه بسرعة خلال ساعات مع فوائد مضافة مركبة! وهي ألعن من (شيلوك) اللعين! لا تقتل المدمنين فقط بل تقتل معهم أهلهم وأحبابهم كمداً وحسرة! وإذا انتشرت قضت على مجتمعات كاملة اقتصادياً ودينياً وأخلاقياً وجعلتها أثراً بعد عين فليس لفسادها حد تقف عنده.. وليس لشرورها وصف في أي قاموس لبشاعتها وأضرارها وتخريبها ونخرها العقائد والعقول والأخلاق والأجساد ومنعها للعمل وتخريبها للاقتصاد..
ما انتشرت المخدرات في مجتمع إلا وأتت عليه من القواعد وجعلته كالرميم.