هيبة، شموخ، عزة، ويبتدئ الهلال.. محطة لمشوار ممتع وعالم جميل، حيث البطولات، حيث الأرقام، وحيث التفرد والإتقان.
في كل يوم يثبت أنه الافضل وفي كل يوم يستحق الكثير من الإطراء والتأمل وفي كل مرة تنحني له البطولات طوعا دون اعتراض.
هو فارسها وهو مروضها وهو المتمرس في طرق إشباع رغباته بها، هو وحده من بحث في أسرارها حتى أتقنها وهو من أجاد صياغتها حتى أعربها وهو من اعتادها حتى أدمنها.. منذ ذلك الزمن الجميل، ونحن نحمل في أعناقنا دين تلك الأفراح التي يزفها الأزرق لنا لمؤسسه الراحل، الذي اعتنق الأخلاق النبيلة فكان مدرسة تُعلم مبادىء العزيمة والإصرار والمواصلة نحو القمة دون التفات، رجل النوايا الحسنة زرع بذرة البداية فحصدناها بطولات وأمجاداً، وعلى خطاه يسير أبناؤه، عشاق الهلال وقلبه النابض رجال لا يعرفون الصعاب ولا يعترفون الا بالأفعال، تمرسوا حب الهلال فأصابوا في ضرب الأوتار.. مواقف أبطال لكل زمنٍ يا هلال.
دون الغير هو من يجد كل ذلك السخاء من رجاله ليثبتوا ان الكيان وشعاره فوق كل شي وأجدر من كل شيء، وعلى قلب رجل واحد هم من أجله، فمهما توالت الأزمان وتجددت الظروف تبقى الكلمة الحاسمة لتلك القلوب التي لا ترى الا أزرق ولا تعمل الا من أجل الأزرق، وإن سألتهم يوما عن سبب انتصاراتهم وثباته في كل المناسبات والبطولات وسر اعتلائه لمنابر الأمجاد والذهب ستجدون الجواب يشير الا قوة من يعمل به ومن يحاول جاهداً إعلاء كلمة الهلال واستمرار تفوقه، لعلها تكون سياسة نقشت على جدران البيت الأزرق منذ تأسيسه لتكون منهاجا لكل من يتولى زمام الأمور به، سياسة غرسها مؤسسه لتجد النور من بعده في كل زمن وفي كل رجل يدير الهلال، هكذا هم الهلاليون وهكذا هي أخلاقهم وأسرار عملهم فإن تفرقوا يجمعهم الهلال وإن اختلفوا وحدهم الهلال وبهم تميز.
كثير من الأندية تتمنى نصف عقولهم أو نصف حبهم للكيان دون الأخذ بمصالح شخصية قد تعكر صفو الأندية كما نراه في كثير من الأحيان.. فالهلال تمرس في اقتناء البطولات وترسيخ اسمه ثابتاً في جنبات التاريخ ومع عظماء المتعة بمجهود غير مسبوق من رجاله وبعزيمة صادقة وعمل شريف.. في حين أن البعض ممن ينتمي لغيره استطاع تكليل مجهوده بتفوق ناديه واعتلائه عرش الصدارة رغم كل المستويات المتواضعة التي يقدمها والتي لا تستحق أن يكون ممثلها بالمقدمة بطرق ملتوية ونفق مظلم اعتادوا انتهاج سياسة وعملوا بها حتى احترفوها، بحثوا سمومهم داخل كل أروقة اللجان والاتحاد وسخروا عملهم بدعم خفي لم يمكث طويلا حتى انكشف للعيان، ومع ذلك لا زالوا مستمرين في ممارسة أهوائهم وحياكة الفساد المطرز برغباتهم وميولهم من أجل مصلحة ناد لا يمسه التفوق بصلة، وإنما بمجهودات جبارة وأيد خفية تعمل ولا تكل من أجل (دف) فريقها لمنصات التتويج التي أصبحت هاجسا لهم بعد أن فقدوا لذة الوصول إليها بطرق شرعية واستحقاق من أرض الميدان ومنافسته.
لم يوقنوا أن عهد فريقهم انتهى وأنه أصبح هامشاً في سجل البطولات وبريقها فراحوا يبحثون عن ذلك المجد المندثر من المكاتب ومن تحت الطاولات وخداعها حتى يعودوا بشيء مما فقده فريقهم منذ سنوات طوال، فاتخذوا التسهيلات طريقا لهم والاستثناءات منهجا لانتشال فريقهم من وحل الفشل والأخطاء، ولم يكتفوا بذلك بل أصبحوا يتحكمون بالقرارات على حسب أهوائهم وما تمليه عليهم ضمائرهم النائمة، ومع كل هذا يقف لهم الهلال بكل زمن ولكل فساد شامخا لا يحنيه عن أمجاده تعاونٌ خفي يحاك ضده ولا قرار ظالم يسلبه ما يستحقه.