في اعتقادي أن مسألة تطور وتحضر أي مجتمع ستبقى مستحيلة الحدوث طالما سيطرت عليه ثقافة مجتمعية متخلفة، وأقصد هنا تحديداً شيوع ثقافة محلية لا تحترم رأي وحرية واستقلالية الفرد، وتفرض الوصاية عليه، ولا تعلي من شأن تجويد العمل وإتقانه وفق أفضل المعايير، وتخنق كل محاولة إبداع تخرج عن المألوف، وتتشبث بالماضي دون أي تمحيص، وتهمش دور المرأة التنموي، ولا تحترم العقل، وتمجد النقل والإتباع، وتنشر الخرافات والأساطير بين الأفراد.
أظن أن ثقافتنا المجتمعية اليوم لها نصيب من تلك السمات الثقافية.
في مثل ذلك المناخ الثقافي سيفشل التعليم حتماً في تأدية دوره التنموي المأمول منه ما لم تبذل جهود خارقة بدعم سياسي كبير.
بل إن هناك من يخشي أن يكون العائق الثقافي المجتمعي قد ألغى اليوم مردود الميزانيات الخرافية التي نخصصها لتعليمنا، وأضعف أثر الابتعاث إلى أرقى جامعات العالم.
في لقاء قادم سنتناول السؤال التالي: هل واقعنا يقول إن ثقافة مجتمعنا القائمة هي التي شكلت وتشكل تعليمنا، أم أن تعليمنا هو الذي شكل ويشكل ثقافتنا، بمعني: هل تركنا القيادة للمدرسة أم للإرث الاجتماعي الثقافي؟