قلت وما أزال أردد، وسوف أظل أعيد ما بقي فيّ عرق ينبض بالحياة، إن كل ما ننعم به من خير، وما نتقلب فيه من نعيم في هذا البلد الطيب المبارك، الذي شرّفه الله فوضع فيه أول بيت للناس، كما جعل فيه مثوى آخر رسله لسائر خلقه، بل إن كل لبنة بناء توضع هنا أو ثمرة تينع هناك، هي قطعاً من فضل الله سبحانه وتعالى، المنعم الوهاب، ثم المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، طيب الله ثراه، الذي حمل روحه على كفّه، ثم مضى فجر الخامس من شوال عام 1319هـ، الموافق للخامس عشر من يناير عام 1902م، غير هيّاب، فكانت تلك الملحمة الخالدة لاستعادة الرياض وملك الآباء والأجداد، التي ما تزال تسير بها الركبان، وسوف تظل تقف أمامها بإعجاب ما دارت عجلة التاريخ.
ومع أنها كانت نقطة تحول مهمة في تاريخنا المجيد، بل في تاريخ المنطقة والعالمين الإسلامي والعربي، وإن شئت قل تاريخ العالم بأسره، إلا أنها كانت في الوقت ذاته صافرة البداية لرحلة جهاد طويلة ومضنية، استحوذت على كل تفكير المؤسس، واستغرقت كل طاقاته، بل أوقف حياته كلها من أجلها، متسلحاً بقوة إيمانه بخالقه، وثقته المطلقة في نصره وتأييده، ترفده في مسعاه تلك المواهب القيادية الفذّة التي حباه بها الله، من نية صادقة، وهمّة عالية، وصبر وشجاعة، وذكاء وفراسة، وسماحة نفس أدهشت المخالفين والمعارضين والمناوئين، فجذبتهم إليه طائعين مختارين سعيدين بخدمته والدفاع عن قضيته ومشروعه الحضاري، الذي طالما حلم به من أجلنا وأجيالنا اللاحقة، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
أقول: ما إن تكللت مسيرة جهاد المؤسس المباركة، وكفاحه وتضحياته الجسيمة بتوحيد البلاد، وتأمين حدودها وتآلف أهلها وانسجامهم، حتى أصبحوا جسداً واحداً، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، كما كان يؤكد المؤسس في كل أحاديثه، أنه لم يكن يرى نفسه غير أب لأسرة كبيرة هي كل شعبه.
ما إن تحقق ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بصدق نيَّة المؤسس وإخلاصه لعقيدته وحبه لشعبه وعشقه لعمل الخير، حتى انهمك ورجاله في ترسيخ البنيان وتوطيد دعائمه وتعزيز أركانه وتحديد أسسه وأهدافه، وإعداد الأبناء وتأهيل الشعب كله، لتبقى مسيرة الخير القاصدة سائرة على الدرب ذاته، حاملة مشعل الرسالة السامية في خدمة العقيدة، وجلب الخير، ودفع الضر، ونفع الناس، وإعمار الأرض بالعمل الدؤوب، وترسيخ القيم الفاضلة ونشر الحب والسلام الذي يمثل رسالة بلادنا إلى العالم أجمع.
مسيرة الخير القاصدة:
من هنا، وعلى هذا الأساس الراسخ المتين، الذي نشأت عليه دولتنا، انطلقت مسيرة الخير والبناء، فكل يد مباركة تضع لبنة، ومع كل فجر جديد نحقق إنجازاً، بداية من عهد المؤسس، طيب الله ثراه، مروراً بعهود أبنائه الذين انبروا لحمل العبء بعده: سعود، فيصل، خالد وفهد، رحمهم الله أجمعين، وانتهاءً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية، وأحسن جزاءه نظير ما قدمه لشعبه وأمته والعالم كله من خدمات جليلة، تعجز عنها العصبة من أولي القوة. فاكتمل الصرح في عهده الميمون، وعلا البنيان، وتربعت بلادنا على خارطة العالم، وذاع صيتها، وعلت شهرتها، وعمّت الآفاق، ونافست حتى ما يعرف بالدول العظمى في التنمية والإنجاز، بل بزَّتها كثيراً في التمسك بالأخلاق والقيم الفاضلة، ويكفي أن أذكِّر هنا فقط برفضها لعضوية مجلس الأمن مؤخراً، لازدواجية ما يعتمده من معايير في السياسة الدولية التي اتضحت جلياً في ما ألمَّ بالشام الجريحة.
وعوداً على موضوع الميزانية والاهتمام بالتنمية والإعمار، والحرص على خدمة المواطن، والسعي الجاد لتحقيق رفاهه، أجزم صادقاً أن أي مراقب منصف يعمل جردة حساب لما تحقق للوطن والمواطن، بداية من عهد المؤسس حتى اليوم، يجد أننا في كل عهد نحقق أضعافاً مضاعفة عما تحقق لنا في العهد السابق، بل نحقق كل عام إنجازاً أعظم مما حققناه في العام السابق في العهد الواحد.
والسبب، أوضح من الشمس في رابعة النهار: وضوح الرؤية، وسلامة المنهج، وصحة العقيدة، وتحديد الهدف. فنحن هنا، في هذا البلد الطيب المبارك، قادة وشعباً، أصحاب رسالة، أساسها كتاب الله العزيز الحكيم، وسنَّة رسوله الهادي الأمين، غايتها إعمار الكون ونشر المحبة والسلام، لا هواة سلطة. ولهذا، كلما اختار الله قائداً من قادتنا إلى جواره، تجد خلفه أشدنا حزناً عليه، وأكثرنا ألماً لفقده، وأعظمنا فجيعة بغيابه، لإدراكه أنه فقد سنداً قوياً، وساعداً متيناً، كان خير عون له في حمل الأمانة، وقيادة سفينة الرسالة السامية التي تمثل عقيدة أهل هذه البلاد.
على النقيض تماماً عما يحدث في كل بلدان العالم الثالث، دون استثناء، من تنافر وتناحر، وحرب ضروس، لا تبقي ولا تذر، ولا ترحم طفلاً ولا امرأة ولا حتى شيخاً هرماً؛ بسبب السباق المحموم للسيطرة على كرسي الحكم، بل إن أكثر من بلاد حولنا، ما زال أهلها يتقاتلون ويكيد بعضهم لبعض، منذ استقلالهم عن المستعمر قبل عقود عديدة حتى اليوم، بدافع شهوة السلطة، فسخروا كل إمكانيات بلدانهم وقوداً يحصد شعوبهم التي تفتقد اليوم أدنى مقومات الحياة، في بلدان تغرق في المياه العذبة النقية، وتغوص أقدام أهلها في تربتها الخصبة الغنية.
والعجيب الغريب: ما إن تسيطر زمرة هنا أو هناك على كرسي الحكم، حتى تمخر في الفساد، فتضاعف معاناة شعبها وتزيد أوجاعه وتجعل باطن الأرض خيراً له من ظاهرها، بعد أن تخصص كل مقدراته لحمايتها، وتحقيق ملذاتها، غير آبهة بتربع بلادها على قائمة أكثر الدول فساداً في العالم كل عام.
قيادة فريدة فذَّة:
وصحيح.. لا مجال لمقارنة هنا بين هؤلاء وبين قادتنا الأماجد، الذين تأتيهم السلطة منقادة إليهم تجرجر أذيالها، ومع ذلك يناشدوننا بقلوب وجلة من مخافة الله: لقد ولينا عليكم ولسنا بخيركم، فأطيعونا ما أطعنا الله ورسوله فيكم، وأعينونا لكي نخدمكم ونحقق لكم كل أمنياتكم وطموحاتكم في حياة حرة كريمة، ثم يعاهدوننا، كما فعل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يحفظه الله، في 28/6/1426هـ، الموافق 3/8/2005م، إثر مبايعتنا له بالحكم: (... أعاهد الله ثم أعاهدكم أن أتخذ القرآن دستوراً، والإسلام منهجاً، وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق، وإرساء العدل، وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة، ثم أتوجه إليكم طالباً منكم أن تشدوا أزري، وأن تعينوني على حمل الأمانة، وألاَّ تبخلوا عليَّ بالنصح والدعاء).
إذن، لا غرو أن يعلو الصرح، ويرتفع البناء، وتزدهر الحياة، ويعم الأمن والرخاء، في عهد قائد مثل الزعيم الفريد عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسنده القوي الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، وسمو النائب الثاني الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، حفظهم الله ومتعهم بالصحة والعافية، ووفقهم وسدد خطاهم لكل خير.
وإن تفاجأ من لا يعرف عبدالله بن عبدالعزيز، الذي يحمل شعبه في عيونه، ويعمل حتى في أحلك الظروف من أجل رفعته وعزته وكرامته ورفاهيته، وتمتعه بحقه في حياة حرة كريمة، لأنه كوالده المؤسس وإخوانه القادة الأماجد السابقين: لا يرى نفسه أكثر من أب لأسرة كبيرة هي شعبه.. مسؤول عن كل ما يهمهم من أمر.. أقول: إن تفاجأ من يجهل حقيقة الأساس الذي تقوم عليه هذه البلاد، بإعلان مليكنا المفدى لميزانية الخير للعام المالي الجديد 1435 - 1436هـ التي بلغت (855) مليار ريال، يوم الاثنين 20/2/1435هـ، الموافق 24/12/2013م، أثناء ترؤسه جلسة مجلس الوزراء التي عقدت بروضة خريم، إن تفاجأ أولئك كلهم، فلم نتفاجأ نحن السعوديين هنا، ولن نندهش أبداً، حتى إن بلغت ميزانيتنا ذات يوم أرقاماً فلكية لانهائية، أدهشت كل حواسيب الدنيا، فعجزت عن حسابها واستيعابها. لأننا نعرف همّة قادتنا وحرصهم على تحقيق مصالحنا، فقد عاهدونا على العمل بكل ما أوتوا من قوة وسعة حيلة من أجل خيرنا ورخائنا، وما خان أحدهم عهداً أبداً، ولن يخون إن شاء الله، لأن ذلك هو جوهر رسالتهم، الذي استمدوه من عقيدتهم، التي على أساسها أنشئت دولتهم. والدليل الأكيد الذي لا يحتاج إلى تعليل وتأويل، أن مسيرة البناء والإعمار القاصدة لم تتوقف، ولن تتوقف أبداً بحول الله وقوته؛ وإلا لما تحقق لنا كل هذا الخير الوفير والنعيم الغزير الذي نتقلب فيه ليل نهار، بفضل المنعم الوهاب سبحانه، ثم صدق نية قادتنا وثقتهم في ربهم وحبهم لشعبهم الذي يؤكدونه في كل مناسبة، كما فعل خادم الحرمين الشريفين، الرجل الصالح عبدالله بن عبدالعزيز، مخاطباً الوزراء يوم إعلان الميزانية: (.... أطلب من إخواني الوزراء أنكم تؤدون واجبكم بإخلاص وأمانة، وتضعون بين عيونكم ربكم، ربكم، ربكم، الذي ما بينكم وبينه أي حجاب... أرجوكم، وأتمنى لكم كل توفيق. وأرجوكم مقابلة شعبكم صغيرهم وكبيرهم كأنه أنا، أرجوكم، وبالأخص أخص بهذه وزير الخارجية سعود الفيصل، مثل ما قلنا أول وما سمعته منك أن يكون سفراؤنا باستقبال المواطنين صغيرهم وكبيرهم.. والله يوفقكم).
ففي الوقت الذي يعلن قائدنا ميزانية استثنائية، ويصدر مراسيم كريمة تحدد أوجه الصرف، وتضبط إنفاق المال العام، وتوجه دفته لخدمة الوطن والمواطن، يذكِّر وزراءه بالله العليم الحميد الذي ليس بينه وبينهم حجاب، أن يجتهدوا ويخلصوا في خدمة المواطن.
أقول في الوقت الذي يذكّر قائدنا وزراءه بالله المطلع على كل صغيرة وكبيرة، ويحذرهم من التهاون أو التقصير في خدمة المواطنين، يتآمر قادة آخرون في بلدان كثيرة مع وزرائهم للالتفاف على مقدرات شعوبهم وسرقتها وانفاقها على ملذاتهم ومتعتهم الشخصية، بل ويتفاخرون بسرقة أموال شعوبهم والضحك عليهم، دون أن ترق قلوبهم لصرخة طفل جائع، أو أنين شيخ هرم أقعده المرض أو حتى استغاثة أرملة أو مشردة.
هنا ندرك نعمة الله علينا وفضله سبحانه، أن منّ علينا بقادة صادقين، مخلصين، أوفياء، أماجد، يخشون ربهم، ويثقون في عونه وتوفيقه ويستمدون منه القوة والعزم لخدمتنا.. تلك الثقة التي تظهر جلية في كلمة والدنا عبدالله بن عبدالعزيز بمناسبة إعلان الميزانية: (ولله الحمد، ما نقص من أموال بلدكم يأتي به الله لكم، وهذه، إن شاء الله، بيَّنة وهذا الذي صار أشياء باقية وأطلعت الأرض أشياء، فهذه من فضل ربكم).
الإنجاز.. لا الأرقام:
وبجانب هذا، فهم عارفون بحاجتنا وما يحقق رخاءنا وازدهارنا، ولهذا خصص والدنا عبدالله بن عبدالعزيز ربع الميزانية الجديدة لإصلاح شأن التعليم، لإدراكه أنه سدى كل شيء ولحمته، ومن خلال انتمائي ردحاً من الزمن لقبيلة التعليم، أدرك جيداً تلك الجهود الجبارة التي بذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وسمو النائب الثاني الأمير مقرن بن عبدالعزيز، حفظهم الله، لتطوير التعليم، سعياً للتحول إلى مجتمع تقوم حياته كلها على المعرفة.
ومن يمن الطالع، أنه تم في اليوم السابق لإعلان الميزانية مباشرة (الأحد 19/2/1435هـ، الموافق 22/12/2013م) اختيار صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، وزيراً للتربية والتعليم؛ وأعرف مثلما يدرك الجميع، ضخامة ما ينتظر سموه الكريم من ملفات شائكة في ردهات التربية والتعليم، لكنني أعرف أيضاً أن أبا بندر لها إن شاء الله وزيادة.
فقد عرفناه كلنا إدارياً عبقرياً فذًّا، حازماً، عازماً، حريصاً، نشطاً، جاداً ومجتهداً في خدمة هذا الوطن العزيز، وقيادته الصادقة المؤمنة، وأهله الأوفياء المخلصين. وقد رأيناه كذلك على الدوام في كل موقع تسنمه في الخدمة العامة، بداية من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، إلى إمارة منطقة عسير التي تغلغل حبها وحب أهلها في وجدانه، فسكبه لحناً شجياً في أكثر من عمل رائع، ثم إمارة منطقة مكة المكرمة، التي نالت حظها من إرادته القوية للعمل والتفاني في خدمة الوطن والمواطن، مثلما وجدت ما تستحقه من مكانة في قلب خالد الفيصل الشاعر الرقيق.
وصحيح.. يحتار كل من يريد إحصاء إنجازات خالد الفيصل في ما يضطلع به من واجب لخدمة أهله في هذا البلد الطيب المبارك، ولهذا اكتفي هنا بالإشارة إلى ثلاث محطات فقط من سجل هائل حافل بالعمل والإنجاز أثناء إمارته على منطقة مكة المكرمة؛ تجعلني أصفق لمهارته الإدارية إعجاباً كلما استعرضتها: أولها، تنازله عن سكنه وسكن نائبه لصالح أهالي وسط جدة. ثم استحداث وكالة إمارة كاملة للتنمية (لأول مرة في المملكة) وأخيراً عودته لمواصلة جولته في المنطقة وتفقده لأعمالها ومشاريعها ووقوفه على كل التفاصيل بنفسه، في اليوم ذاته بعد قدومه الرياض لأداء واجب العزاء في وفاة عمه صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز آل سعود، يرحمه الله.
وعليه، أقول لأولئك الذين هوَّلوا على الرجل في الصحف إثر صدور إعلان تعيينه وزيراً للتربية: على هونكم.. لا تنسوا أن الرجل، بجانب كل ما تعرفونه عنه إدارياً فذًّا، فهو أيضاً شاعر أديب، قلبه عامر بالحب، وليس فيه متسع إلا للخير العميم، شأنه شأن كل الشعراء والأدباء. وتذكروا أيضاً أن مبدأه دائماً: بالإمكان أكثر مما كان... فترقبوا بصمته في التربية والتعليم، مثلما طبعها في كل مسؤولية اضطلع بها.
وبعد:
لقد أدت قيادتنا حفظها الله دورها، ووفرت لنا بفضل الله وتوفيقه كل هذا الخير العميم، واختارت أكفأنا وأكثرنا قدرة على العمل والإنجاز لتحقيق أهدافها الرامية لخدمتنا، وبقى الدور علينا نحن من مسؤولين ومواطنين، كل في مجال عمله، أن نعمل بقلب رجل واحد لنحقق الخير لنا ولوطننا، فكما قال قائدنا ورائدنا وهادي ركبنا ووالدنا الرجل الصالح عبدالله بن عبدالعزيز: (.... العبرة ليس في أرقام الميزانية، بل في ما تجسده على أرض الواقع من مشروعات وخدمات نوعية، ينمو بها الوطن وينعم بها المواطن).
وخذوها عني: سوف ندهش العالم أيضاً العام القادم إن شاء الله؛ مع إعلان رقم قياسي جديد للميزانية بل على أولئك أن يستعدوا كل عام لسماع ما يدهشهم، لما نحققه من نجاح، بتوفيق الله، ونية قادتنا الصادقة، وتضافر جهدنا مسؤولين ومواطنين.. وكل عام بلادي بخير، وقادتها بخير وشعبها بخير وعافية وسعادة.