مساهمة المرور في المشاكل الصحية

بدون انتظار أي مقابل، أتقدم إلى كليات الطب السعودية بمشروع بحث علمي ذي تفرعات عديدة، من الممكن أن يتحول إلى منجم أطروحات علمية. أقترح على كل كلية طب أن تشكل فريقاً ميدانياً في مدينتها للقيام بدراسة موسعة كالتالي :

موضوع الدراسة عن التأثيرات المادية والنفسية، السلبية والإيجابية (إن وجدت) التي تتسبب فيها المعاناة اليومية للتنقل بالمركبات في المدن السعودية.

مواصفات الدراسة تتطلب الاتفاق مع ألف مواطن ومقيم من المتطوعين من كل حي سكني في المدينة، للقيام بإجراء القياسات التالية على كل فرد من العينة لمدة ثلاثة إلى ستة شهور :

1-قياس ضغط الدم ونبض القلب عند الانطلاق من المنزل ثم قياس نفس المعيارين عند الوصول إلى مقر العمل، وإجراء نفس القياسات في الاتجاه العكسي بعد نهاية الدوام.

2- سحب عينات دم أسبوعية أو نصف شهرية بنفس المواصفات (عند الذهاب إلى العمل والعودة منه) لقياس سكر الدم والكوليسترول بأنواعه والدهون الثلاثية .

3- أخذ عينة هوائية تنفسية بالزفير في حاوية هواء بعد الاستنشاق العميق في المنزل، لتحديد نسبة الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون قبل الانطلاق إلى الشارع بالمركبة، وإجراء نفس الفحص بنفس الشروط بعد الوصول إلى العمل، ثم القيام بأخذ العينات بنفس المواصفات في الاتجاه العكسي من العمل إلى المنزل.

4- قياس الرطوبة وكمية اللعاب في فم المتطوع قبل الذهاب إلى العمل وبعد وصوله، وكذلك في الاتجاه العكسي بعد نهاية الدوام. انتهى

أظن هذه المعايير تكفي مبدئياً للخروج باستنتاج معياري علمي موضوعي عن التأثيرات السلبية (والإيجابية إن وجدت) التي يحدثها التنقل في الشوارع السعودية بالسيارة على الناس.

التنقل في المدن السعودية الكبرى بواسطة السيارات من الساعة السابعة صباحاً حتى العاشرة ليلاً، أصبح من المكابدات الواقعة فوق طاقة التحمل لجزء كبير من السكان، الجسدية المادية والمعنوية النفسية.

لكي تستعمل السيارة في تنقلاتك اليومية في مدينة سعودية كبيرة عليك أن تتعامل مع المواصفات التالية وتتحملها :

1- أسوأ أنواع القيادة والأقل مروءة، أو بطريقة أوضح الأكثر وقاحة في مدن العالم .

2- أسوأ الشوارع والطرقات تنظيماً وأقلها انسيابية في السيولة المرورية. حادث ارتطام بسيط لسيارتين يعطل كل الشوارع المحيطة بالمكان .

3- الافتقاد شبه الكامل للحضور المرئي والكفؤ لسلطات المرور، والاكتفاء بإشارات الإضاءة وكاميرات ساهر، وأحياناً بشرطي قابع في السيارة الرسمية يراقب الموقف كمتفرج.

4- أجرأ أنواع المخالفات لقواعد المرور وشروط السلامة على المكشوف، مع السيطرة الكاملة في السير للشباب المتهور والسائق الأجنبي المستهتر .

هذه المواصفات مجرد جزء من كل، والمهم في الموضوع أضرارها الإضافية على المصابين بارتفاع ضغط الدم ومرض السكر وارتفاع الدهون والتليف الرئوي والاعتلالات التحسسية مثل الربو الشعبي والتهابات الجيوب الأنفية المزمنة.

البراهين على صدق هذه الإدعاءات نتوقع الحصول عليها كأرقام علمية موثقة من الدراسات المقترحة أعلاه .

حتى ذلك الحين، كل نفس من ثاني أكسيد الكربون وذبحة صدرية عابرة ونوبة ربو في الطريق وأنتم بألف خير.