من ميزات شعر المحاورة دفن المعنى وتزيينه بالتورية والصور البلاغية، وأتعمد ذلك الدفن مع الشاعر الذي يفهم ويدرك المعاني، أما الشاعر الذي يأكل من صحون المعنى المكشوف فإن (الدسم) في دفن المعنى يمرضه، فأضطر إلى كشف المعاني معه، ومثلما قال المثل: (لكل شارب مقص).
أيها الأدب، لن تجف منابعك العذبة، لكن سيخوض فيها أقوام لايراعون حرمتك ونقاءك، فكن عذباً كما كنت ولا تتوان في تخليد أسماء أمهر الغواصين في أعماقك النقيّة ولن يؤثِّرعلى صفائك الذين لا يجيدون الغوص، سوف يبقون على أطرافك حتى يموتوا ظمأ ولا يستطيعون النهل من فراتك العذب.