تداولت وسائل الإعلام تغريدات بشأن حادثة البئر التي وقعت للمى الروقي، وما نحن فيه من مصيبة أثارت حديث الشارع؛ وصار الكل ينهج بترتيب التصريحات ونشرها، وبات كلٌّ يدلي بدلوه.
والحقيقة أن الشائعات والتصريحات التي يكون همها تزييف وتجميل الكلام، بغض النظر عن الحقيقة، يكون أثرها عدم القدرة على الإنجاز، وتكون دليلاً واضحاً على البلادة. وحادثة لمى مصيبة، وكل مسلم يرى هذا المنظر لا بد أن يترفع عن إثارة الشائعات ونشرها في الساحات!
ومن هذا السياق، وما قدمه رجال الدفاع المدني وما شاهدناه في ساحات الحادثة، ثبت لنا صدق الإنجاز ونوع الإبداع من الخدمات الإنسانية التي يقدمونها، وهم يعملون صباح مساء بالحفارات والمعدات، ويحزنني كثيراً أن من يثير عليهم الشائعات يكون عدواً للمصلحة العامة والإنسانية، فكيف لا يكون وهو لم يشاهد الواقع، ولم يلمس الأثر البليغ والمتاعب والحواجز التي يواجهونها.. والدليل أن شركات أرامكو وابن لادن حينما باشرت العمل بالموقع تحدثت عن قدرات رجال الدفاع المدني وما يقومون به من أعمال تشكر وتذكر.. فهم على تدريب عالٍ وخبرة، ولكن المواجهة صعبة بين الواقع والشائعات، فهم بين صراعَين: الشائعة والصعوبات الأرضية.
ومن هذا المنبر أرفع أحر التعازي في الفقيدة لمى الروقي ولكل أفراد أسرتها، وللمجتمع كافة، سائلاً لهم الصبر والسلوان والأجر والمثوبة، وأشكر رجال الدفاع المدني على أعمالهم الإنسانية.